قاسم س. قاسملم تكن ناهد الوحيدة التي أرادت أن تحدّث أهلها بعد 22 يوماً من العدوان. ففي صباح أمس الباكر اتصلت عبير بشقيقتها فاديا ضاهر لتطمئنها عنها. تقول فاديا «لم أصدق أن أختي هي التي اتصلت ونحن الذين كنا دائماً نحاول التواصل معها». خرجت عبير من مخبئها في أحد المحال التجارية التي تملكها العائلة، للاطمئنان إلى أقارب لها داخل غزة. لم تجد ما تحدث شقيقتها به إلّا إبداء سخطها من وقف إطلاق النار. فبرأيها «هيدول رح يخلونا للمرحلة التالتة» كما قالت. تشرح فاديا التي بدا الفرح على وجهها لنجاة شقيقتها من العدوان «إن أغلب ما حدثتني عنه على الهاتف هو حجم الدمار، قائلة إن أعداد الشهداء الذين تحت الأنقاض أكبر من المعلن عنهم اليوم». أما عن معنوياتها بعد الحرب، فتقول فاديا «ما زالوا متخوفين من أي لحظة يمكن تنعاد الحرب عليهم». الوحيد الذي لم يستطع التواصل أو الاطمئنان إلى شقيقه القاطن في تل الهوى في غزة هو أبو علي عزيز. فعزيز استطاع في أول أيام العدوان الاطمئنان إلى شقيقه «أما في الأسبوع الثاني من العدوان، فانقطع الاتصال به». لم يستطع أبو علي أن يموّه خوفه، فملأ الدمع عينيه وهو يعترف بأنه قلق «من أن يكون قد أصابه مكروه». كما يقول إنه اتصل بأقارب له بالضفة في محاولة أخيرة للاطمئنان إلى شقيقه لكنه «حتى هناك لم يكونوا على تواصل معه». يعود أبو علي إلى كرسيه بعد أن أطفأ التلفاز، ويقول كمن يحدث نفسه «وإذا مات شو يعني؟ بيكون شهيد».