عين الحلوة ــ خالد الغربيعلى مدخل مخيم عين الحلوة، تبدو صورة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكارهيه الكثر زاهية، غير عابئة باتهامات وُجِّهَت إليه لـ«دوره ووظيفته» خلال حرب غزة، وهو دور يصفه أحد أبناء المخيم، محمد الرفاعي، بـ«غير الوطني، لكي لا نقول كلاماً آخر».
أما داخل المخيم، فينقسم السكان في تقويمهم لنتائج الحرب بين متحدث عن انتصار للمقاومة لمجرد صمودها، ومتسائل عن «أي انتصار نتحدث وسط هذا الدمار والعدد المرتفع من الشهداء وعودة الاحتلال إلى أجزاء من القطاع» كما يقول الفلسطيني محمد قدورة. تذكّرك النقاشات بما حصل بعد تموز 2006، وإن كان الوضع الميداني مختلفاً. يرى مصطفى شحادة أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهداف عدوانها، متسائلاً: «ألا يعني فشل العدو انتصاراً للمقاومة؟». هنا، لا يخفى على أحد أن معظم من يتبنى نظرية هزيمة حماس هم من أنصار حركة فتح، رغم أن معظم قادة الحركة في لبنان «أكدوا هزيمة العدوان». ويقول أبو محمود، أحد مقاتلي فتح، إن «غزة عادت بفعل العدوان مئة سنة إلى الوراء». لكن بائع الخضار، محمد الصالح يؤكد «أن عدد الشهداء، وإن كان مرتفعاً، إلا أن المقاومة لم تُهزم رغم حجم التآمر غير المسبوق عربياً ودولياً». ويضيف: «لقد أظهرت المقاومة اليهود مثل هذه الضّمّة» ملوحاً بيده بضّمّة فجل كان يبيعها. «عمي، لا تكلمني على القمم، لأن كل الزعما بدهم يتاجروا بالدم الفلسطيني» يقول أبو مصطفى العوض الذي يرى التعويض في مكان آخر، ويضيف: «شيلني من هالقمم الفولكلورية. خلينا نحكي عن هذا الكم الهائل من التظاهرات المتضامنة في العالم. والله شي بيشرح القلب». ولا يتردد الرجل السبعيني في القول إن ذلك «أعاد الاعتبار بقوة للقضية الفلسطينية». في أحد أزقة المخيم، نسأل أحد الفلسطينيين إلى أيٍّ من القمم ينحاز، فيجيب كمن يرد على اتهام: «إن الأخ أبو مازن هو الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني». يكمل رفيقه بنبرة حادة قائلاً إن «أبو مازن هو القائد، واللي بيجيب سيرتو (سيرته) منولّع الأرض نار». في الشارع التحتاني، حيث أحد مقارّ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يسقي «الرفيق» أبو علي شجرة برتقال ملحقة بحديقة المقر. حوله مجموعة من الشبان تتذكر وجوههم في التظاهرات الحمراء التي تضامنت مع غزة. نسألهم عن موقف الجبهة لجهة رفض وقف إطلاق النار، فيجيب أبو علي بأن «الرفاق في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى (الجناح العسكري للجبهة) هم الجهة المخولة تحديد طبيعة المعركة على الأرض، لكن بالسياسة يمكننا القول إن الجبهة تعي أن ما تحدثت عنه إسرائيل من وقف للعدوان قد لا يكون إلا سلفة على الحساب لبعض القادة العرب».