غادة دندشاستطاع فريق من العلماء الأميركيين أن يضع تقنية جديدة تسمح بتشخيص إصابة العين بمرض السدّ أو الـ Cataracte، وذلك قبل ظهور أي من عوارضه. هذه التقنية باتت ممكنة بعدما قام الفريق ببعض التجارب مستخدماً علم دراسة تركيبة البلّوريات الـ Cristallographie وخصائصها في المحطّة الدولية الفضائية. هذه التقنية سوف تسمح للأطباء بمعالجة هذا المرض الإشكالي بطريقة أفضل من السابق. السدّ حالة تصيب عدسة العين وتجعلها تفقد شفافيتها تدريجيّاً الأمر الذي يؤدّي إلى ضعف النظر وفقدانه تماماً في المراحل الأخيرة.
تتعدّد أسباب هذا المرض حيث قد تؤدّي ضربة قوية أو مرض ما مثل السكّريّ أو حتى التقدّم في السن إلى الإصابة به. وحتى الآن لم يكن ممكناً تشخيصه إلّا بعد ظهور عوارضه، وكان العلاج الوحيد الذي بات سهلاً نسبيّاً في السنوات الأخيرة، هو الجراحة حيث يجري استبدال العدسة المصابة بواحدة اصطناعية جديدة. لكن الباحثين كانوا يحاولون دائماً العثور على تقنية تسمح لهم بتشخيص المرض في مراحله الأولى أي قبل ظهور العوارض، وذلك بهدف تأخير تطوّره أو ربّما معالجته نهائياً دون اللجوء إلى الجراحة.
التشخيص المبكر بات ممكناً الآن بفضل التقنية الجديدة التي تستخدم آلة فحص العين التقليدية المتوافرة لدى أطباء العيون وبالأسلوب نفسه المعتمد سابقاً لكن مع إضافة وصلة جديدة إلى الميكروسكوب. هذه الوصلة هي نتاج تعاون الدكتور الباحث في مركز National Eye في ميرلاند مانويل داتيل وعالم البلّوريات في مركز Nasa رأفت أنصاري. يسمح هذا الجهاز خلال ثوانٍ بتحديد كمّية الألفا بروتين المتناهية الصغر الموجودة في عدسة العين والمسؤولة عن المحافظة على شفافية هذه الأخيرة، التي يشير انخفاض عديدها إلى بدء الإصابة بمرض السدّ. هكذا يجري تشخيص المرض في مرحلة مبكرة جدّاً وقبل ظهور العوارض بفضل قدرة الجهاز الجديد على بثّ شعاع لايزر يلتقط حركة البلّوريات، ثمّ يحلّل تردّداتها التي هي بمثابة التوقيع الذي يميّز كل نوع عن الآخر. وفي حالة الألفا بروتينات التي تتمّتع بنشاط حركيّ عالٍ يلتقط الجهاز عددها خلال خمس ثوانٍ. وقد جرت تجربة الجهاز على 235 شخصاً حتى الآن وكانت النتائج واعدة جدّاً، ونُشرت في مجلّة الـ Archives of Ophthalmology .
غادة...