الجسم السليم لا يؤذيه انخفاض الأوكسيجين

  • 0
  • ض
  • ض

مثّلت نتائج التجربة التي أجراها أطباء بريطانيّون يمارسون تسلّق الجبال أيضاً مفاجأة لهم، فنشروها في New England Journal of Medicine. وقد تبيّن أن الجسم السليم يستطيع أن يستمرّ في أداء وظائفه أداءً طبيعياً رغم انخفاض نسبة الأوكسيجين فيه إلى ثلث المعدّل المطلوب. هذا الواقع يختلف عن كل ما اعتمده الطبّ حتى الآن، حيث إن المريض الذي تُظهر فحوصه هذه النسبة من الأوكسيجين يحوّل فوراً إلى العناية الفائقة وإلى جهاز التنفّس. الدكتور مايكل غروكت وزملاء له تسلّقوا قمة إيفرست، وكانوا خلال رحلة الصعود يجرون فحوص الدم من أجل مراقبة نسبة الأوكسيجين في دمائهم، وحين بلغوا ارتفاع 8400 متر عن سطح البحر خلعوا أقنعة التنفّس واستنشقوا الهواء الطبيعي الفقير بالأوكسيجين، الذي تبلغ حرارته 25 درجة مئوية تحت الصفر وذلك لمدّة عشرين دقيقة، بعدها فحصوا الدم الوريدي لدى أربعة من المتسلّقين الذين حافظوا على نشاطهم الطبيعي على ذلك الارتفاع، فاتّضح أن كمّية الأوكسيجين المتوافرة لديهم هي الأدنى التي سُجّلت لدى أي شخص سليم في أي وقت وأي مكان. يشرح الدكتور كوتشي من مستشفى شامونيكس لجريدة «لو فيغارو» الفرنسية أن الأرقام التي تبّينت في الفحوص كانت ستدفع بأي طبيب في العالم إلى نقل المريض إلى العناية الفائقة ووصله بجهاز التنفّس وإشباعه بالأوكسيجين، لكن قدرة هؤلاء الأطباء على التأقلم مع الكمّية المنخفضة من الأوكسيجين في أجسامهم، وعلى ذلك العلوّ الشاهق تفتح الباب أمام الأطباء من أجل دراسة التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على الجسم السليم في هذه الحالة، الأمر الذي يسمح بتحسين وتطوير الخدمات والعناية الطبية التي تُقدّم إلى المرضى بنقص الأوكسيجين داخل غرفة العناية الفائقة.

0 تعليق

التعليقات