في أواخر عام 2004 لم يعد اسم وانغاري موتا غريباً على الأسماع خارج القارة الأوروبية، فقد فازت صاحبته بجائزة نوبل للسلام لذلك العام. المهتمون بشؤون البيئة يعرفون موتا جيداً، فهي واحدة من أبرز المناضلات الأفريقيات اللواتي كرّسن أيامهن للدفاع عن البيئة. موتا بالطبع لم تقصر نشاطها على القضايا البيئية بل انخرطت بالتأكيد في الشأن السياسي. ولدت هذه المرأة عام 1940 في كينيا، وهي الابنة البكر لمزارعين رُزقا بستة أولاد وناضلا من أجل الحفاظ على لقمة عيشهما وموراد قبيلتهما. وبفضل العقلية المنفتحة للوالدين تسنّى لوانغاري أن ترتاد المدرسة وتتابع تعليمها، على رغم أنها كانت تشارك في مزاولة الأعمال المنزلية، وتقدم المساعدة لأهلها. وفي الجامعة درست الطب البيطري، وتابعت دراستها حتى حصلت على شهادة الدكتوراه.عام 1977 أسست موتا جمعية «الحزام الأخضر»، وكان النشاط الأول الذي نفذته هذه الجمعية هو زرع سبع شجرات تحية للنساء المهتمات بالبيئة. ولم تتوقف نشاطات الجمعية التي تمكنت خلال عقود من زرع أكثر من 30 مليون شجرة في كينيا بهدف إيجاد علاج لتصحّر التربة.
الجمعية توسعت، وتوسّع نشاط موتا التي أسست حزباً في بداية القرن الحالي أسمته «حزب الخضر المانزيغارا»، وهي منذ عام 2002 عضو في مجلس النواب الكيني، وكانت قد فازت في ذلك العام على منافسها الأقرب بفارق خمسين صوتاً فقط.
موتا أم لثلاثة أولاد، وقد انفصلت عن زوجها الذي أعلن أمام قاضي الأحوال الشخصية «هذه المرأة تتمتع بشخصية قوية جداً، تستحيل السيطرة عليها».