خضر سلامةقدمت أخيراً منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تقريرها عن الصحة الإنجابية في العالم في جوهانسبورغ. التقرير كشف أن الهوّة بين وفيات النساء المُنجبات والحوامل في الدول الفقيرة ومثيلاتها في الدول الغنية، هي الأكبر بين كل نسب الوفيات، وأن نسبة الخطر على صحة الأم تصل إلى 300 ضعف في البلاد الفقيرة! حسب التقرير، فإن وفيات الأمومة في النيجر هي واحدة إلى كل سبع أمهات، بينما في إيسلندا واحدة إلى كل 47600! في تقرير اليونيسف السنوي، الذي اهتم هذا العام بصحة الأمومة، وفي معدل عام، تموت 1500 امرأة كل يوم بسبب يتعلق بحملها أو إنجابها، أي نصف مليون سنوياً، 95 في المئة من هذه الوفيات تحتكرها دول آسيا وأفريقيا، ربع هذه الوفيات سببها نزف الدم الحاد، 15 في المئة بسبب الالتهابات، 13 في المئة بسبب الإجهاض غير المهني، 12 في المئة بسبب نزف في الدماغ بفعل ارتفاع الضغط، و8 في المئة بسبب الإجهاد في العمل.
وفيات الأمومة لا تقف عند حدود الخسائر في أرواح النساء، إذ تؤثر في نسبة وفيات الأطفال أيضاً، وخصوصاً في فترة الشهر بعد الولادة، فحسب التقرير، «الأطفال الذين توفيت أمهاتهم في الأسابيع الستة بعد الولادة، مهددون بالموت قبل عيد ميلادهم الثاني مقارنةً بأولئك الذين نجت أمهاتهم من «مخاطر الولادة»، مستعينين بمثال أفغانستان، حيث 75 في المئة من الأطفال الذين توفيت أمهاتهم عند الولادة، يموتون قبل إتمام شهرهم الأول.
اليونيسف أشارت إلى أن 80 في المئة من حالات الوفاة في فترة الحمل أو الإنجاب، يمكن تفاديها، لو توافرت للأمهات سبل الوصول إلى علاج أوّلي لا أكثر، أو تأمّنت لهنّ عمليات جراحية نسائية.
وأخيراً، أعاد التقرير مطالبة الدول المعنية والمنظمات العالمية، بإيجاد طرق تؤمّن توزيعاً عادلاً للرعاية الصحية، ولا سيما في قطاع الأمومة المؤثّر في مؤشرات التنمية المحلية والمؤثر في صحة الطفولة أيضاً.
التقرير صدر في كتاب من الحجم الكبير، ويقع في 158 صفحة. قُسّم وفق خمسة محاور هي: «صحة الأم والوليد: أين نحن منها»، و«إيجاد بيئة داعمة لصحة الأم والوليد»، و«متوالية الرعاية عبر الزمان والمكان: المخاطر والفرص»، و«تقوية الأنظمة الصحية لتحسين صحة الأم والوليد»، وأخيراً «نعمل معاً من أجل صحة الأم والوليد».
وأرفق التقرير بجداول إحصائية عن التغذية والصحة وفيروس نقص المناعة والتعليم والمؤشرات المحلّية، وغيرها. كما تضمن أرقاماً تفصيلية اقتصادية واجتماعية لدول العالم وأقاليمه، مع إشارة خاصة إلى رفاه الأطفال.