غادة دندشتحمل المخطوطات الرقّية القرن وسطية التي استخدمها المؤرّخون منذ القرن السابع في أوروبا بديلاً عن البرديّ أهمية قصوى في نقلها للمعلومات التاريخية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية عن تلك الحقبة من تاريخ القارّة العجوز وغيرها من مناطق العالم القديم. لكن المشكلة التي واجهت الباحثين دائماً كانت تأريخ هذه المخطوطات بدقة من أجل معرفة الحقبة التي تتحدّث عنها النصوص. اليوم بات ذلك ممكناً بحسب ما نشرته الـ Futura Techno على صفحاتها في الرابع عشر من الشهر الجاري. لقد أعلن الدكتور تيموثي ستينسن، الخبير في اللغات القرن وسطية والباحث في جامعة كارولينا الشمالية الرسمية، أن تحديد التاريخ الذي استُخدمت فيه المخطوطة الرقّية بطريقة أدقّ من السابق ممكن عبر استخدام فحص الـ DNA لأن هذه المخطوطات مصنوعة من جلود الحيوانات. ومن المعلوم أن الرقّ كان يُعتبر في تلك الحقبة من المواد الثمينة التي تتم المحافظة عليها، لذا كان الكتبة والمؤرخون يعيدون استخدام الرّقّ نفسه عدّة مرّات بعد أن يقوموا بحفّ النصّ السابق إذا كان عديم الأهمية بنظرهم.
فحص الـ DNA سيسمح بمعرفة تاريخ استخدام الرق نفسه ومن بعدها من الممكن مقارنة النصوص المتعاقبة. وبالتأكيد فإن هذه القراءة غير ممكنة من دون اللجوء إلى التكنولوجيات الرقمية الجديدة التي تسمح بقراءة العبارات «المحفوفة» أيضاً، كما ستسهل التكنولوجيات قراءة مخطوطات محدّدة التاريخ بدقة، وحينها يؤكّد ستينسن «نستطيع أن نقترب كثيراً من التاريخ الفعلي لكل حدث مذكور في المخطوطة». ويضيف أن هذا الأسلوب يساعد على تحديد الأماكن التي أتت منها المخطوطات، ومع مرور الوقت وازدياد عدد المخطوطات الخاضعة لفحص الـ DNA يطمح ستينسن إلى تحديد حركة تجارة الكتب والمسار الذي سلكته في أوروبا القرون الوسطى. يقدّم ستينسن نتائج دراساته خلال المؤتمر السنوي الذي تعقده Bibliographical Society of America غداً في نيويورك.