زغرتا ـ فريد بو فرنسيستُرافق المارّة على الطريق العام من بلدة حرف إرده إلى بلدة إرده في قضاء زغرتا، روائح كريهة ونفّاذة تنبعث من الوادي الذي يقع في وسط البلدة. وتزداد شكوى سكان المنطقة، وخاصة القاطنين بمحاذاته، من تفاقم مشكلة الأضرار البيئية التي تسببها المياه الآسنة التي تتحول إلى مستنقعات في الوادي، متخلفة عن مياه الصرف الصحي الموجهة إلى مجرى النهر، آتية من بلدتي عشاش ومرياطة بعدما توقف العمل بالمجرور العام الذي يمر وسط وادي بلدة حرف إرده. المياه المبتذلة، وإن كانت جارية، تسبب أضراراً صحية، فكيف بها حين تستنقع بسبب عوائق الأعشاب النابتة في المجرى، إضافة إلى تراكم النفايات فيه؟ عندها تصبح الروائح الكريهة، التي تهبّ باستمرار طوال أيام السنة، وخاصة عندما يكون الطقس مشمساً، أهون الأضرار.
إذاً، الروائح الكريهة لا تتوقف، تماماً مثل هجوم أرتال البعوض والحشرات السامة. ويتساءل الأهالي عن أسباب تلكؤ البلدية في معالجة المشكلة المتفاقمة رغم شكاوى الناس المتكررة. ويقول باخوس شديد، أحد السكان المجاورين للوادي، إنّ قائمّقام زغرتا بالتكليف، السيدة إيمان الرافعي، وبلدية إرده أُبلغَتا بهذا الموضوع، وحتى الآن لم نرَ أي تحرك باتجاه إصلاح الوضع، علماً بأن وزارتي البيئة والصحة أرسلتا خبراء للكشف عن أسباب المشكلة، وسُجِّل محضر بهذا الخصوص، لا شك أنه أرسل إلى المعنيين». الخط العام للمجرور الذي يمر في وسط الوادي لم يُستكمل بعد حتى خط النهاية الذي يجب أن يصل إلى بلدة عشاش في قضاء زغرتا، وبالتالي فإن مياه الصرف الصحي للبلدة، ولبلدة مرياطة المجاورة، تسيل في الوادي الذي تجفّ مياهه مع توقف الأمطار، مؤدية إلى تخمّر وانبعاث للروائح الكريهة. وهنا يوضح شديد «أن كل ما نطلبه هو إقامة تحويلة في وسط الوادي تُحوِّل المياه الآسنة إلى داخل المجرور العام، وهذا أمر لا يتطلب الكثير من الوقت أو المال، ريثما ينتهي العمل بالمجرور العام».
من جهتها، أوضحت بلدية إرده في اتصال معها، أنها تقوم بما يلزم لوضع حد لهذه المشكلة، وهي لهذه الغاية، أبلغت اتحاد بلديات زغرتا بهذا الأمر، وأبدى رئيسه العميد جوزيف المعراوي تجاوباً كاملاً لحل جزئي أُنجزَت دراسته، وسيبدأ العمل فيه قريباً. أما الحل النهائي فسيكون من طريق الوزارات المعنية بهذه المشكلة. ويقول رئيس بلدية إرده ميشال سعد الذي تولى الرئاسة منذ فترة قصيرة بعد سفر الرئيس المهندس وليم جبور، «إن بلدية إرده قدمت مشروعاً إلى اتحاد بلديات زغرتا، يقضي بتنظيف مجرى النهر بالكامل، وإزالة الأوساخ والأتربة والأعشاب الموجودة فيه، التي تمثّل عائقاً أمام المياه الجارية في داخله، ما يؤدي إلى تجميعها وتحولها إلى مياه آسنة تنبعث منها الروائح الكريهة، وتُفاقم المشكلة الحاصلة. وسيبني الاتحاد على نفقته الخاصة مصافي للمياه عند نهاية المجرور العام، تُحَوَّل من خلاله المياه الآسنة الآتية من المناطق المرتفعة». ورأى سعد «أن هذا الحل جزئي وليس حلاً كاملاً للمشكلة التي تتطلب تدخلاً على مستوى الوزارات المعنية، ونحن بصدد مراجعتها بهذا الخصوص لإنهاء هذا المشروع ورفع الضرر عن المواطنين. كذلك فإنّ البلدية والاتحاد قررا إجراء كشف كامل على طول الشبكة للتأكد من سلامة القساطل وصحة عملها، وما إذا كان هناك أي عطل أو ضرر بسيط في أحد القساطل ليُصلحه الاتحاد فوراً. أما إذا كان الضرر كبيراً، فإن الوزارات المختصة تتولى صيانته».