حاضر وزير الداخلية والبلديات، زياد بارود، عن «انتخابات عام 2009»، بدعوة من دائرة العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة البلمند
البلمند ــ أمل ديب
لم تكن زيارة وزير الداخلية زياد بارود إلى جامعة البلمند هي الأولى، فقد زارها مراراً قبل تسلّمه الحقيبة الوزارية، وشارك مع إدارتها وطلابها في ورش عمل تحت عناوين عدة، أهمها «الإصلاح الانتخابي». لكن الزيارة التي قام بها الوزير الشاب أمس وإن اختلفت عن سابقاتها بكثير من الأشياء، إلا أن الثابت الوحيد الذي لم يتغير هو أن «لبنان لا يزال يسعى إلى الإصلاح مع وجود صعوبات كثيرة تحول دون ذلك». بهذه العبارة بدأ بارود المحاضرة التي ألقاها تحت عنوان «انتخابات عام 2009، كيف نجعلها أكثر نزاهة»، وقد اقترح تغيير عنوان اللقاء ليكون «كيف يمكن أن نجعل الانتخابات أقل فساداً لأن النزاهة هي «طموح نسعى لأن نصل إليه» على حدّ تعبيره. وتحدّث بارود إلى الشباب عن الإصلاحات التي أدخلت على القانون الانتخابي التي وإن كانت تمثّل «ربع الكوب الملآن»، إلا أنها خطوات لا بد من القيام بها تمهيداً لإصلاحات أخرى تدخل في صلب الحدّ الأدنى من الحقوق الأساسية للمواطنين والناخبين.
وأكّد بارود أنّ القانون الجديد المعدّل الذي سيجري العمل على أساسه هو «قانون لمرّة واحدة يهدف إلى إنتاج مجلس انتخابي جديد مدعوّ لإعادة قراءة قانون الانتخاب». ونوّه بارود بالإصلاحات التي أدخلت، ومنها إنشاء هيئة للإشراف على الحملة الانتخابية تتولى مراقبة الإعلام الانتخابي وضبط الإنفاق الانتخابي، اعتماد بطاقة الهوية أو جواز السفر بدل البطاقة الانتخابية، وغيرها من الإصلاحات. كذلك شدّد بارود على أهمية متابعة العمل على الإصلاحات الأخرى وأهمّها إدخال مبدأ النسبية وإعطاء حق الانتخاب لمن أتم الثامنة عشرة من العمر وانتخاب المغتربين. كلام بارود كان واعداً، وحفز الشباب وشجعهم على الانخراط في المشاريع الإصلاحية في لبنان. وقد خصّ بارود الشباب في جامعة البلمند «بمفاجأة» أعلن عنها للمرّة الأولى وهي العمل على إعداد مشروع قانون موحّد لانتخابات الجامعات على أساس النسبية، ويهدف إلى إشراك الطلاب في العملية الديموقراطية. وقد أوضح بارود في حديث إلى «الأخبار» أنّ هذا القانون يتم العمل عليه وسيجري التنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي في مرحلة مقبلة، كذلك ستجري دعوة إدارة الجامعات والطلاب لأخذ آرائهم. ونفى بارود أن يكون القانون يلغي خصوصية كل جامعة، مؤكّداً أنّه محاولة لوضع مبادئ عامة وليس أنظمة تعارض الأنظمة الداخلية للجامعات، آملاً أن يطبق في الجامعات اللبنانية كلها «ليكون خطوة يبنى عليها للانتخابات النيابية لأن الجامعات هي أفضل مساحة لذلك». وخلال النقاش مع الطلاب، استغل بعضهم وجود الوزير أمامهم للمرّة الأولى كي «يفشّوا خلقهم» ويطرحوا أسئلة عن مواضيع لا علاقة لوزير الداخلية بها كموضوع الضمان الاجتماعي وأحوال الطرقات، إلا أنّه كان متجاوباً وأعطى رأيه في هذه المواضيع من وجهة نظره كـ«مواطن». وعند مغادرته، قدّم الوزير مثالاً جميلاً للطلاب عبر قيادته سيارته الخاصة ووضعه حزام الأمان!