طرابلس ـ عبد الكافي الصمد«ما قمنا به يعكس نبض الشارع الطرابلسي المتضامن مع إخوانه في غزة، ويمثّل دفعاً معنوياً لأهالي القطاع في محنتهم». بهذه العبارات شرح رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس د. خالد تدمري الهدف من اقتراحه الذي وافق عليه مجلس بلدية عاصمة الشمال، والقاضي بالتوأمة مع بلدية غزة، بموازاة موافقته على اقتراح لجنة تسمية الشوارع، إطلاق تسمية «شهداء غزة» على أحد الشوارع في المدينة، بعدما كان رئيس البلدية المهندس رشيد جمالي، قد أعلن تبرّع البلدية بمبلغ 12 ألف دولار أميركي دعماً لأبناء القطاع المنكوب. ولفت تدمري، المعروف بكونه مرجعاً لتاريخ مدينة طرابلس، إلى أنه تقدم باقتراحه إلى البلدية الاثنين الماضي «نظراً للعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط طرابلس بمدينة غزة هاشم، والتشابه بين مدينتيهما القديمتين ومعالمهما الأثرية المملوكية»، مشيراً إلى أنه «بهدف تعزيز هذه العلاقات، اقترحت الموافقة على إقامة علاقة توأمة بين بلديتي المدينتين، ما سيكون له أثر طيب على توطيد أواصر التآخي والتواصل بين أهاليهما ووقع معنوي إيجابي على نفوس أهلنا في غزة الصامدة، يعكس نبض الشارع الطرابلسي الدائم معهم».
ولقد راج أسلوب توأمة المدن والقرى في العقدين الأخيرين بين مدن في أوروبا ومدن في العالم العربي، والهدف من التوأمة بين بلديتين هو التواصل في المجالات كلها، وتعاونهما المشترك في المحافل الدولية، وتبادل خبرات ومعلومات وتقنيات تستخدمها إحدى البلديتين لمصلحة الأخرى، وإقامة أنشطة مشتركة: ثقافية ورياضية وفنية وغيرها، وتبادل زيارات فرق الفولكلور والكشافة، والمشاركة في المهرجانات والمعارض. وفي أوقات الأزمات والشدّة يقوم تعاون أكبر بينهما، فتساند البلدية نظيرتها الأخرى، وتمدّها بالمساعدة.
وإذا كانت بلدية طرابلس قد قدّمت هبة مالية إلى بلدية غزة، فهناك تنسيق دائم بينها وبين جمعيات المجتمع المدني وهيئاته، التي دأبت على عقد اجتماعات لها بعد عصر كل يوم جمعة منذ بدء العدوان، حيث تُجمع هبات وتُرسل إلى أهالي القطاع.
ويوضح تدمري أنه «بقيت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة على تواصل دائم مع المهندس صلاح صايمة، وهو عضو مجلس بلدية غزة وزميلي في الدراسة الجامعية، ود. معين صادق، المدير العام لدائرة الآثار في وزارة السياحة والآثار في غزة، والأستاذ بجامعة الأزهر فيها، عبر شبكة الإنترنت التي كان الاتصال عبرها ينقطع بعض الأحيان. وقد أبديا استعدادهما الكامل للعمل لتوقيع اتفاقية التوأمة من جانب بلدية غزة بعد توقف العدوان الغاشم، وذلك إيماناً منهما بما ستعود به من نفع على المدينيتن الشقيقتين».
وإذ حرص تدمري على اعتبار «ما قدمناه لأهالي غزة واجباً، وهو قليل مقارنة بما قدّمه الآخرون»، فإنه أشار إلى أن «92 بلدية في تركيا أقامت علاقات توأمة مع بلدية غزة وبمبادرة شخصية منها، فضلاً عن بلديات في دول أخرى»، لافتاً إلى أن «جمعيات وهيئات مدنية في طرابلس حثتنا على اتخاذ قرار كهذا، وخصوصاً أن لطرابلس علاقات توأمة عديدة مع بلديات عربية وإسلامية وأجنبية، فكنا بذلك أول بلدية في لبنان اتخذت مثل هذه الخطوة».
من جانبه، أكد رئيس لجنة تسمية الشوارع والساحات الدكتور إبراهيم حمزة أن اللجنة «أوصت بتسمية شارع أو ساحة باسم شهداء غزة، وأن الرئيس جمالي والأعضاء وافقوا على التوصية بمجرد طرحها، إلا أنه لم يُحدّد المكان بعد، لكون بعض المهندسين المعنيين بالموضوع موجودين خارج لبنان حالياً.