جانا رحالأسند مكتب التعليم الخاص بخدمة الأولاد في بريطانيا «Ofsted» مهمة جديدة إلى موظفيه، وهي العمل على التخلص من الأساتذة المضجرين. هذا ما أوردته صحيفة «غاردين» في مقال نشرته أخيراً. فقد أعلنت إدارة «Ofsted» انطلاق حملة ضد «التعليم المملّ»، معتبرة أنه السبب وراء تدهور أوضاع التلامذة، وزيادة تصرفاتهم السيئة أثناء الدرس. فـ«التعليم المملّ» لا يحفز التلامذة على المشاركة والاهتمام خلال الحصص الدراسية.
وتقول كبيرة مفتشي المدارس في بريطانيا كريستين جلبرت إنه «سيتم تبليغ كل المفتشين ليقوموا بإعطاء النصائح الجيدة لمديري وأساتذة المدارس التي تعاني من الفساد». كذلك سيتم لفت نظر هؤلاء إلى الأخطاء التي يرتكبونها والتي تؤدي إلى تشتت انتباه التلامذة، فيما الأساتذة يقومون بشرح الدروس. وأكدت جلبرت أن التغيير في عملية المراقبة والتفتيش داخل المدارس سيتم في إطار حملة قوية وناجحة للوقوف في وجه التعليم المملّ.
وفي التقرير السنوي للجنة المراقبة والتفتيش الذي نشر في تشرين الثاني تم التحذير من نتائج «التعليم المملّ» في المدارس الابتدائية، ولفت التقرير إلى أن المهام التي تعطى إلى المدارس الثانوية لا تكون في معظم الأحيان هي الأمور التي يطلبها التلميذ. وأشار التقرير إلى أن كل هذا سيؤدي إلى انخفاض في اهتمام التلامذة بدروسهم وأساتذتهم، ما يؤثر على تقدمهم وقيامهم بتصرفات غير مقبولة داخل الصف. وحسب التقرير فإن اعتماد الأساتذة بكثرة على الكتب والامتحانات وعدم إيجاد البدائل في أوقات معينة هما السبب وراء فشل الأساتذة في استقطاب اهتمام التلامذة. ترى جلبرت أن «عملية التعليم والسلوك مرتبط كل منهما بالآخر، لذلك فإن سلوك التلامذة يصبح أفضل إذا كان التعليم جيداً»، وتضيف أن طرق التعليم المعتمدة في المدارس البريطانية جيدة بصورة عامة، لكن ذلك لا ينفي الوقوع في أخطاء تؤدي إلى نوع من التعطيل لقدرات التلامذة، وتجعلهم يقومون بتصويب قدراتهم نحو أمور سيئة، عندما يشعرون بالملل وبأن أساتذتهم مضجرون، وإذا أعرب بعض التلامذة عن ضجرهم بطريقة أو بأخرى، فإن ذلك سيؤدي إلى تشتت تركيز التلامذة الآخرين، وهذا ما يؤثر سلباً على الأداء العام لبعض المدارس. الحل، في رأي جلبرت، لا يكون فقط بتحسين أسلوب إدارة المدارس، بل يكون أيضاً من خلال تحسين نوعية الأساتذة، «ما يمكن أن يُحدث فرقاً في الإصلاحات التي يجب أن تطال عملية التفتيش والمراقبة داخل كل المدارس»، وتكمل جلبرت مقترحةً «أن يمضي المفتشون وقتاً أكبر داخل الصفوف لمراقبة الدروس». وتعقيباً على كلام جلبرت رأت مارغريت موريسي، وهي مراقبة مدرسية سابقة، أنه «لا مفرّ من وجود معلّم مضجر أو معلمة مضجرة، فنحن لا نعيش حياة مثالية، حيث يمكن أن نقع كل يوم على أستاذ يسحر كل طفل».
متحدث باسم اتحاد المعلمين قال «إن كل رئيس للتفتيش أصيب بعدوى تجعله يقول بأن المدارس مليئة بأساتذة سيئين ومضجرين، رغم أن الوقائع تشير إلى أن مستوى الأساتذة هو جيد».
وأبدى رئيس التعليم في اتحاد الأساتذة جون بانجز اعتراضه على ما قالته جلبرت، قائلاً «إن نوعية الأساتذة في السنوات العشر الماضية كانت الأفضل»، وأكمل متمنياً على جلبرت أن تقدم معلومات تعكس الواقع التربوي البريطاني.