خضر سلامة«العطل» الجنسي، مشكلة تتنوع أشكالها، وتبقى دائماً قيد الكتمان وبعيداً عن العودة إلى اختصاصي، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالرجل، نادراً ما يعترف الرجل بمشاكله الجنسية، ويبقيها لنفسه أو يؤجل البحث فيها، معلقاً آماله على «التعب» والإرهاق والأرق، ليجد مبرراً لما يعانيه مع جسده، بعيداً عن «الإحراج» الذي قد يصيب هالته الذكورية، الجنسية بالدرجة
الأولى.
في غالب الأحيان إذاً، تكون خلاصة المريض أن المشكلة التي قد تصيبه في عملية الانتصاب أو القذف على سبيل المثال، قد تكون مرتبطة بالعمر، أو بأسباب نفسية كالتعب والإحباط وضغوط العمل، ما يجعل الفرد يتغافل عن المسألة منتظراً جلاء الحالة المؤقتة بنظره، ولكن العمر والأزمات النفسية ليسا وحدهما اللاعب على وتر المشاكل الجنسية الطارئة، «كثير من الرجال لا يعرفون بأن بعض المشاكل على مستوى العملية الجنسية كالانتصاب هي إشارات إلى مشاكل صحية أكثر جدية، كالسكري وضغط الدم والسمنة أو النقص في التيستوستيرون أو الأمراض القلبية» على حد تعبير البروفسور لان إيدلي، المسؤول في مؤتمر المؤسسات الدولية (ISSM) والأوروبية (ESSM) من أجل الطب الجنسي المنعقد في بروكسل
ببلجيكا.
«الرجال يتحدثون بصعوبة عن مشاكلهم الجنسية، وغالباً ما ينغلقون في تعذيب النفس والإحساس بالفشل وفقدان الثقة بالذات، لهذا فمن المهم، للمريض لا للطبيب المعالج، أن يصارح نفسه وطبيبه بحقيقة مشكلته، والاقتناع برسالة الطب وواجبه تجاه صحته، من أجل تحسين ظروفه وتقديم النصائح الضرورية له» يقول إيدلي، في كلمته في المؤتمر، داعياً الرجال للتحرر من عقدة الذكورية وقدسية حياتهم الجنسية، من أجل تفادي أي انحدارات خطيرة في صحتهم إذا ما أخفيت الأسباب الحقيقية التي يستطيع الطب أن يعالجها دورياً، دون أن يتطلب الأمر أكثر من اعتراف بسيط وتفكير علمي واقعي.