الكاتبة والطبيبة المصرية نوال السعداوي لا تحتاج إلى تعريف، اسمها ملأ الدنيا، وما زال يشغل الناس. يقول عنها البعض إنها «امرأة ضد التيار»، لكن في هذا التعريف الكثير من الاختزال لمسيرة مناضلة من أجل تحرر المرأة وتحرر الشعوب الفقيرة، لتقل تحرر الإنسان. تواجه السعداوي سلطة النظام الحاكم بسبب رفضها خياراته السياسية والاقتصادية، وتواجه سلطة الإسلاميين الاجتماعية بسبب إلحادها وانحيازها إلى خيار تحرر المرأة والمساواة بين الجنسين. المرأة المولودة عام 1930، تخرجت من كلية الطب في جامعة القاهرة عام 1954. تعرضت السعدواي للسجن مرات عدة في حياتها، وفُصلت من عملها طبيبة في مستشفى القصر العيني، وذلك بالطبع بسبب مواقفها السياسية. كما طالب البعض برفع دعوى لتفريقها عن زوجها الدكتور شريف حتاتة (الطبيب والروائي)، وقالت إنها تلقت في بعض الأحيان تهديدات بالقتل، ورفع محامون قضية للمطالبة بحرمانها من الجنسية المصرية، لكن المحكمة المختصة رفضت هذه الدعوى. كل ذلك لم يخفف من عزيمتها، المناضلة التي صارت على أبواب العقد الثامن لا تزال تتمتع بحيوية وبشخصية قوية ومتميزة، كما أنها لا تزال تظهر صلابة في الدفاع عن مواقفها وقناعاتها. عام 1982، أسست السعدواي «جمعية تضامن المرأة العربية»، وصدر لها أربعون كتاباً، بعضها تُرجم إلى لغات أجنبية. من هذه الكتب «المرأة والجنس»، و«الأنثى هي الأصل»، و«رواية سقوط الإمام»، و«امرأة عند نقطة الصفر»، و«الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة» الذي مُنع في مصر.