بشارة يوسف خليفة *سلمت يداك النظيفتان الطاهرتان يا منتظر الزيدي. يكفي أن يديك غير ملوثتين بالاغتيالات المذهبية والطائفية. سلمت يداك وأيادي رفاقك في المقاومة العراقية ضد النازيين الجدد المحتلين. لك التحية من كل رفاقك الشرفاء في لبنان، من المقاومة الوطنية اللبنانية «جمول» ومن الشباب المجاهدين الأبطال في المقاومة الإسلامية اللبنانية.
يا منتظر.. أنت الشهامة والفروسية والكبرياء. أنت شرف الأمة. نفّستَ احتقانها برشق حذائك على الجزار بوش. مسحتَ إذلال الأمة وخنوعها عندما رشقت حذاءك على رأس السفاح. يا منتظر... أنت رمز من رموز الفرسان الوطنيين المناضلين في العراق. حذاؤك يا منتظر بقي نظيفاً لأنه لم يتلوث بوبائه.
على العدالة الدولية أن تحاكمه بعدما قتل الملايين من الشعب العراقي وأكثر من مليون امرأة عراقية أصبحن أرامل، وأكثر من خمسة ملايين طفل أصبحوا يتامى، وأكثر من أربعمئة عالِم وأكاديمي عراقي قتلهم، وأعاد بلد حمورابي إلى العصر الحجري، لذلك يجب على المحكمة الدولية أن تجرّمه وأن تعلّقه على بوابة «نورمبرغ» في المكان الذي عُلّق فيه المجرمون النازيون.
يا منتظر... أنت طأطأت رأس المجرم والمتواطئين والمتحالفين معه. قمت بعملك الشجاع هذا، باسم الألوف والملايين من الأرامل والشهداء والسجناء في العراق وفلسطين ولبنان وكل متضرر من النازيين الجدد الأميركيين.
خُلّد اسمك في التاريخ، يا بطل، يا شريف، يا رفيق الشهيد فهد وسلام عادل وغيفارا. بتوجيه حذائك إلى القاتل اهتزّت قبور آلاف الشهداء العراقيين فرحاً تحت التراب، وتصافحت أيديهم بأيادي شهداء المقاومة في فلسطين ولبنان. صدحت أصوات شهداء الأمة الأبطال الأحياء والأموات الذين نبتوا مثل البذور من تحت التراب. من فهد وسلام عادل وأنطون سعادة وفرج الله الحلو وكمال جنبلاط وعبد الخالق محجوب والمجاهد الكبير عماد مغنية. اسمك يا منتظر سيبقى خالداً في التاريخ ما دامت الشمس ثابتة والأرض تدور. أنت أنقذت شعوب العالم من كبوتها وكآبتها يا منتظر.
إن وقت الشدائد لم ينضب بعد في جسد الأمة. إن روح العزة والإباء والاعتزاز بالنفس لم تأفل بعد في العالم. ليس عجباً من عجائب الدنيا السبع الذي قمت به، لأن الشيوعيين في العالم قدموا على مذبح الحرية في سبيل بلادهم الملايين من الشهداء، في فرنسا وإسبانيا وإيران والعراق وفيتنام وبوليفيا ونيكاراغوا... ولبنان ـــــ المقاومة «جمول» والتشيلي وغيرها من بلدان العالم لا تعد ولا تحصى. وحتى يومنا هذا هؤلاء الشيوعيون دائماً موجودون وهم حاجة لكل شعوب العالم مثل الملح في الطعام، ودائماً على استعداد لتلبية النداء والشهادة كما هي الحال اليوم في لبنان والعراق وفلسطين، لأجل حرية الأوطان وسلامتها ومقاومتها للاحتلال الصهيوني والدكتاتورية.
يا منتظر، تحدّيت النازي بوش الذي تحدى العالم وتلطّخت يداه بدمائها بمؤازرته هيئة الأمم المتحدة الأميركية، وقراراتها الاستنسابية. والأدلة على ذلك كثيرة في العقود الأخيرة. حتى إنّ بعض الحكام العرب الصامتين والمتواطئين أصبحوا جثثاً سياسية محنّطة، محاصرين شعب غزة وآذانهم صماء، وباتوا يرتدون من الرأس حتى أخمص القدمين أردية النفاق والرياء.
يا منتظر، أنت باسم الأمة العراقية والمظلومين في العالم انتفضت على الجزار النازي. سيخلد اسمك في التاريخ وأنت حي مع شهداء العراق فهد وسلام عادل ورفاقهم من الشهداء الأبطال المقاومين للاحتلال الأميركي، كما سيخلد اسم جورج بوش في مزبلة التاريخ.
يا منتظر، وفاءً لشجاعتك ووطنيتك وبسالتك، تبيّن أنك صخرة صلبة في مدرسة العطاء والكفاح والتضحية والشجاعة والصبر، وحريّ بالأجيال الجديدة من المناضلين في العراق أن تتعرف عليها وأن تغرف منها. شعوبنا العربية وشهداؤنا من قبورهم يهتفون: يا قتلة، يا سفاحين، مهما قتلتم وأجرمتم ودمرتم واعتقلتم وهجّرتم فلن تستطيعوا أن تنصّبوا «بينوشيه» رئيساً للعراق. عندما تغادرون يغادر معكم.
يا منتظر، بحذائك الذي رشقت به جورج بوش النازي، والكلمتين اللتين أطلقتهما كانت صواريخ كيماوية تهدد كل المتأمركين، وبصقة على وجوه المحتلين. يا شعب العراق العظيم، عدوكم واحد هو المحتل الأميركي، متى قطعتم رأس الحية يصبح الباقي حبلاً. إن النازيين الحاكمين الأميركيين الجدد الذين احتلوا أرضكم بتغطية من مجلس الأمن الأميركي، جاؤوا ليقهروكم ويسلبوا نفطم ويقتلوا شعبكم ليتوجهوا بعدها إلى سوريا ومنها إلى لبنان، وكان حلفاؤهم بانتظارهم على أحرّ من جمر لانتزاع سلاح حزب الله المقاوم وتسليمنا إلى إسرائيل. لكن مشروع الشرق الأوسط الجديد انهار وانتحر على أرض جنوب لبنان وانهار معه أتباعه.
يا منتظر، لا تحزن إذا اعتقلوك وسلّموك، فثمن الكرامة والحرية فادح وأنت تعرف هذا، ولكن الرضى بالذل والاحتلال والعبودية أشد فداحة. إن المتمسكين بالعدالة والشرعية والدستور في أكثرية بلاد العرب، سلّموا قبلك كارلوس وقتلوا ياسر عرفات وأحمد ياسين والمجاهد عماد مغنية والمهدي بن بركة وعز الدين القسام وأنطون سعادة وفرج الله الحلو وكمال جنبلاط وأرنستو تشي غيفارا واعتقلوا نورييغا ومحمد مصدق، وما زلنا وما دمنا وسنبقى حتى إشعار آخر رازحين تحت أنظمة بعض الطرابيش الحمر والقوانين والدساتير المحنّطة التي نخرها السوس ويحكمها حفاة الفكر وعراة الأرجل.
* مختار غادير ـــــ جونيه