نهر البارد ــ عبد الكافي الصمدانتشلت جثتان متحللتان لمسلحين من تنظيم «فتح الإسلام» من تحت الأنقاض في الجزء القديم داخل مخيم نهر البارد أثناء عملية إزالة الركام ورفعه منه، في مشهد ليس الأول من نوعه منذ بدء رفع الركام والأنقاض منه نهاية الصيف الماضي، تمهيداً لبناء القسم الأول فيه من أصل ثمانية أقسام، والمرجح أن يبدأ العمل به بعد سنة ونصف إثر الانتهاء من إزالة الركام ورفع الأنقاض بالكامل.
ففي مطلع الأسبوع الماضي، وأثناء انهماك العمال بإزالة الركام بواسطة المعدات والآليات المجهزة لذلك، فوجئوا بوجود بقايا الجثتين تحت أنقاض أحد المباني المهدمة، فما كان منهم إلا أن أوقفوا العمل على الفور، وأخبروا عناصر الجيش الموجودة في المكان بالأمر، فحضرت قوة منه عملت على رفع الجثتين ونقلهما إلى براد المستشفى الحكومي في القبة لحفظهما وإجراء فحوص الحمض النووي عليهما للتثبت من هويتهما.
وأوضحت مصادر لـ«الأخبار» أن «الجثتين كانتا متحللتين بالكامل، نظراً لمرور قرابة سنة ونصف على وجودهما تحت الأنقاض منذ انتهاء المعارك بين التنظيم والجيش اللبناني في أيلول من عام 2007، إلا أن اللباس العسكري للمسلحين وأسلحتهما بقيت في حالة جيدة».
وكشفت المصادر أن «أوراقاً ثبوتية وجدت في ثياب جثتي المسلحين أظهرت أن أحدهما يمني الجنسية والآخر عراقي، وأن هذه الأوراق والأسلحة وكل ما وجد في المكان نُقل بواسطة عناصر استخبارات الجيش إلى الجهات المختصة لإجراء التحقيقات والفحوصات عليها، ومن ثم حفظها في الملف».
وإذ أشارت المصادر إلى أن «اكتشاف وجود الجثتين قد أحدث إرباكاً لدى العاملين داخل الجزء القديم من المخيم، وجعلهم يتوقفون عن العمل ساعات قبل معاودة مهماتهم ثانية»، فإنها أشارت إلى أنها «ليست المرة التي يُكتشف فيها وجود جثث تحت الأنقاض في المخيم، بل سبقتها حالات عدة مماثلة، ومنها وجود جثث داخل الجزء الجديد منه»، كما رجحت «احتمال العثور على جثث أخرى لاحقاً، لأن العمل في إزالة الركام لم ينته بعد، بل ما زال في بدايته، ولأنه ليس معروفاً على وجه الدقة عدد المسلحين الذين كانوا موجودين داخل المخيم خلال وقوع الاشتباكات فيه، ولا الذين يحتمل أن يكونوا قد فرّوا منه، على عكس ما هو حاصل بالنسبة لعدد الجثث أو الموقوفين لدى السلطات».