فاتن الحاج«كافيتيريا كلية التربية فوق الأرض؟»، يسأل الزائر للكلية الذي يفاجأ بكشك صغير وبضعة كراسٍ وطاولات بلاستيكية وستائر «نايلون» تضبط المكان. لا يحتاج السائل إلى وقت كبير ليدرك أنّ الملعب ليس بديلاً من المكان القديم «تحت الأرض» الذي يخضع حالياً لأعمال صيانة وتصليح بانتظار المزايدة، يقول صاحب «الدكانة». لكنّ المكان المؤقت، كما يسميه الرجل، لا يفاجئ الزائر فحسب، بل أيضاً رئيسة دائرة اللوازم في رئاسة الجامعة، تيريز نجار، التي لم يكن لديها علم بوجود مثل هذه الكافيتيريا في ملعب الكلية، علماً بأنّ هناك لجنة مكلفة من رئيس الجامعة بالمتابعة الميدانية تضم إلى نجار كلاً من جوزيف طايع وهدى العريس. ومع ذلك، فالكافيتيريا موجودة منذ الفصل الثاني من العام الدراسي الماضي، كما تؤكد الطالبات، ويقصدها أيضاً طلاب كلية الإعلام والتوثيق المجاورة.
وكانت الجامعة اللبنانية قد ضربت بعد عطلة الأعياد موعداً لمعالجة كافيتيريات الفروع الأولى خارج حرم الحدث. ففي معهد العلوم الاجتماعية، فتحت الكافيتريا أبوابها بعدما أبرم المستثمر الجديد اتفاقاً بالتراضي مع الجامعة ووضع لمساته على الصيانة والتجهيزات. يذكر أنّ العمل هناك توقف مدى سنتين نتيجة الخلاف مع المستثمر القديم، على خلفية «خسارة المشروع»، على حد تعبير نجار.
في المقابل، تنتظر كلية الإعلام والتوثيق إجراء المزايدة، لتلزيم كافيتيريا الكلية بعد حل مشكلة المكان الصغير بإفراغ أحد المستودعات.
أما طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية فوجدوا منذ نحو 5 سنوات ملاذهم خارج كافيتيريا الكلية وباتوا لا يحتاجون إليها أصلاً، بعد انتشار عدد من المقاهي والاستراحات المجاورة. وجديد المكان «som3a café» وقسم خاص بالملتزمات إذا صح التعبير، و«TRIO Net café» الذي التزمه هذا العام ثلاثة طلاب من الكلية. يشرح أحدهم أنّ الاستثمار شبه مستحيل في كافيتيريا الكلية لأنّها لا تملك حرماً جامعياً وهي كلية انتساب والحضور فيها غير إلزامي، ما يجعل منها مشروعاً غير مربح للمستثمر الذي يخضع لسقف معين تحدده الجامعة. ثم إنّ أسعار المقاهي مقبولة وتناسب طلاب الجامعة اللبنانية، كما تقول الطالبة في علم النفس منى فارس. وتضيف ممازحة: «الخيارات هنا كثيرة وكل شهرين منجرّب كافيتيريا».