أعطونا كافيتيريا
سمية علي
فرح طلاب كليّة الإعلام والتوثيق ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية بإفراغ مستودع الكليّة، تمهيداً لتجهيزه ليصبح صالحاً لأن يكون كافيتيريا الكليّة. لكن الفرح لم يدم طويلاً، بعدما استنفدت الوعود وقتها دون جدوى، فبقي المستودع فارغاً، وخابت آمال الطلاب من جديد، ولم يبق لديهم ملاذ سوى الكافيتيريا البعيدة عن كلّيتهم.
تستعد هبة وأمل، الطالبتان في السنة الثالثة، لاجتياز الطريق الذي يفصلهما عن «يعقوب». ويعقوب هو اسم صاحب الكافيتيريا ـ الملجأ. تنظران يمنة ويسرة إلى السيارات المسرعة. تمسك كل واحدة بيد الأخرى وتقطعان الطريق بسرعة. عند الوصول إلى الجهة الأخرى تتنفّس أمل الصعداء فتقول هبة لها «خي وصلنا»، في إشارة إلى المسافة التي يقطعها الطلاب يومياً. يرافق كفاح صديقتيه إلى الكافيتيريا صباحاً، تقفان خلفه حتى يعطيهما إشارة إلى أن الطريق آمن فتلحقان به. تصل سارة الطالبة في كلية التربية إلى الطاولة التي يجلس عليها أصدقاؤها، تبدو على وجهها علامات الغضب. تقول إنّها نجت من الموت بأعجوبة والسبب أنها أمّنت الطريق إلى يسارها ونسيت جهة اليمين فكادت أن تدهسها إحدى السيارات. ومع أن في ملعب كلية التربية «شيء يشبه الكافتيريا» كما تقول الطالبة مايا، إلا أنّ المكان لا يستوعب جميع طلاب كليتي التربية والإعلام. يبقى اجتياز الطريق المؤدّي إلى الكافيتيريا مغامرة محتومة على طلاب الإعلام، بانتظار إنشاء كافيتيريا في الكلية. هذا الملف بات، كما يقول عضو مجلس طلاب الفرع في كلية الإعلام محمد جرادي، بيد رئاسة الجامعة اللبنانية بعدما أحاله مدير الكلية الدكتور مصطفى متبولي على لجنة المزايدات تحت ضغط الإضراب الذي نفّذه الطلاب في بداية العام الدراسي ووُعدوا وقتها بالعمل على تحقيق مطالبهم. ويضيف جرادي إنّ اللجنة وعدت بالاطّلاع على مبنى الجامعة وتحديد الموقع الأفضل لإنشاء الكافيتيريا وبالتالي تحديد التكاليف اللازمة لذلك، ولم تفِ بوعودها حتى الآن. ويضيف جرادي إنّ المجلس سيقوم بتحركات جديّة في سبيل تحقيق المطالب. أما مدير الكلية مصطفى متبولي، فيؤكد أنّه فعل ما بوسعه لإيصال صوت الطلاب والباقي يقع على عاتق رئاسة الجامعة بالنسبة إلى تسلّم الملف وفرز التكاليف اللازمة وإجراء المزايدة لاختيار الطرف الذي سيتسلّم المشروع. وفي انتظار تحقيق الكافيتريا ـ الحلم، ستبقى جزيل تعدّ «واحد، اثنان، ثلاثة» ثم تركض هي وأصدقاؤها إلى الجهة الأخرى وهم يأملون أن يجدوا مكاناً فارغاً ليجلسوا فيه بعد اجتياز المغامرة بنجاح وسلامة.