البقاع ـ عفيف ديابفجأة، من دون سابق إنذار، اندلعت ليل أمس اشتباكات متفرقة في 3 قرى بقاعية بين مناصرين للموالاة والمعارضة أدّت إلى وقوع 7 جرحى، نقلوا جميعهم إلى مستشفى البقاع في بلدة تعنايل. الاشتباكات التي وقعت بعد الثامنة والنصف ليلاً، وبتوقيت واحد، لم تتضح بعد أسبابها وما إذا كان تزامن حصولها حدث مصادفة، أو أن «قطبة مخفية» تقف وراء إشكالات كهذه تراوحت ما بين إطلاق رصاص متبادل وعراك بالأيدي، حيث نشطت ليلاً مختلف أنواع الأجهزة الأمنية الرسمية لمعرفة الخلفيات والدوافع التي تقف وراء هذه الإشكالات، التي بدأت في بلدة الروضة (البقاع الغربي) بين مناصرين للموالاة والمعارضة. إذ جرى تبادل محدود لإطلاق النار من أسلحة حربية وبنادق صيد، ما أدى إلى سقوط 3 جرحى من الطرفين هم: بلال محمد القرعوني (16 عاماً) وخالد خروب (40 عاماً) وربيع رابعة (17 عاماً)، حيث نقلوا إلى مستشفى البقاع للمعالجة، بعد أن نجح الجيش اللبناني في فرض طوق أمني مشدّد على البلدة وتنفيذ دوريات في داخلها، واضعاً حدّاً لتبادل الرصاص، ومستعيناً باتصالات سياسية أسهمت بوقف الاشتباك الذي أخذ أيضاً بعض الجوانب العائلية، ولا سيما بين عائلتي رابعة وطعمة. ونفى أحد المسؤولين في حزب الاتحاد الذي يتزعمه الوزير السابق عبد الرحيم مراد أن يكون لعناصر الحزب أيّ دور في حصول الاشتباك الذي هو عائلي بحت، فيما اتهم أحد المسؤولين المحليين في تيار المستقبل حزب الاتحاد بافتعال إشكال أمني. وقال مصدر أمني لـ«الأخبار» إن تحقيقات تجرى لمعرفة خلفيات هذا التوتر الأمني المفاجئ.
وبالتزامن مع اشتباك بلدة الروضة، حصل تبادل محدود لإطلاق النار في بلدة قب الياس (قضاء زحلة) بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين معارضين له، ما أدى إلى سقوط 4 جرحى على الأقلّ نقلوا إلى مستشفيات البقاع في تعنايل وشتوره، وعرف منهم: قاسم أحمد العموري وشحادة العموري وهشام خالد فياض وعبد الله العلّولي. وعلى الفور، تدخّل الجيش اللبناني منفّذاً إجراءات أمنية مشددة داخل البلدة وعلى مداخلها الرئيسية، ما سمح بإعادة الهدوء إلى البلدة التي شهدت حتى ساعة متأخرة من ليل أمس اجتماعات سياسية وأمنية وعائلية أفضت إلى تراجع التوتر الأمني، الذي تردد أن خلفياته عائلية و«ليست سياسية»، وفق شهود عيان من البلدة تحدثوا إلى «الأخبار» عن وجود توترات عائلية سابقة أخذت أبعادها السياسية، بين موالين ومعارضين، على خلفية رفع لافتات تضامنية مع غزة قبل خمسة عشر يوماً، بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين للتنظيم الشعبي الناصري الذي يتزعمه النائب أسامة سعد، إلى أن انفجر الخلاف تبادلاً لإطلاق الرصاص، ليل أمس. وفي بلدة تعلبايا (قضاء زحلة) حصل عراك وتضارب بالأيدي بين شباب من البلدة وآخرين من سعدنايل قرابة الثامنة ليلاً، سرعان ما تدخّلت قوى سياسية محلية واجتماعية واكبتها إجراءات أمنية نجحت في فضّ التضارب الذي قيل إن أسبابه تعود إلى خلافات لها طابعها الشبابي، بين موالين ومعارضين، فيما أبلغ شهود عيان «الأخبار» أن الإشكال وقع بين شباب مقرّبين جميعهم إلى تيار المستقبل، وهم من بلدتي تعلبايا وسعدنايل.