البقاع ــ نقولا أبو رجيليلا يهنأ أهالي الحيّ الجنوبي في بلدة كفرزبد بالتيّار الكهربائي، فإن أتى هذا التيّار «بيوصل مثل النوّاصة»، بحيث لا يمكن الأهالي الاستفادة منه في أيّ شيء. إلا أنّ هذه الأزمة، التي بدأ يشتكي منها الأهالي كثيراً في الآونة الأخيرة لم تكن طارئة. فهذا الحيّ الذي يضم أكثر من 70 منزلاً يعاني منذ سنوات ضعفاً في الطاقة الكهربائية، بسبب بعد المسافة بين المحوّل الكهربائي الموجود في وسط البلدة ومنازل الحي. ويبعد هذا المحوّل عن آخر منزلٍ في الحي مسافة تتجاوز 1700 متر، بحسب ما يقول عضو المجلس البلدي المستقيل حديثاً محمد شكر. شكر، ابن الحي الجنوبي، يختصر معاناة الأهالي هناك، فيشير إلى أنّ أكثر ما يعانيه السكان هو الأعطال المتكرّرة التي تتعرّض لها الآلات الكهربائية المنزلية بسبب تلاعب قوة التيار الكهربائي. وبسبب كلّ هذا، عمد السكّان إلى تركيب أجهزة لتنظيم الطاقة لتفادي الأعطال وتصليح الأدوات الكهربائية عند كل عطل يطرأ عليها. ويرجع شكر السبب إلى أنّ محطّة التحويل الموجودة في البلدة التي تبلغ قوتها 250 كيلو واط فقط، تغذي أكثر من 400 منزل، وعشرات المحالّ التجاريّة، وهو ما يسبّب ضغطاً هائلاً على الشبكة، فتتقطّع الأسلاك الكهربائيّة. وناشد شكر المعنيين في شركة كهرباء شتورا «الإسراع بتركيب محوّل كهربائي جديد يستطيع تحمّل الضغوط عليه وتنفيذ الدراسة التي أعدّتها فرق فنية تابعة لأحد المتعهدين قبل أكثر من عام وقدّمته إلى رئيس بلديّة كفرزبد وشركة كهرباء شتورا، ويتعلّق بضرورة تعزيز محطّة الكهرباء بمولّدات كبيرة الحجم». كلام شكر يؤكّده فرنسوا ساسين، صاحب مزرعة لتربية الأبقار في البلدة. ويشكو ساسين المصروف المضاعف لتأمين التيار الكهربائي، حيث يُضطر إلى استخدام مولد كهربائي خاص من لتشغيل الآلات الكهربائية المخصّصة لحلب أبقاره التي يتجاوز عددها 180 بقرة. وفي جولة لـ«الأخبار» على أصحاب المنازل في تلك المنطقة، أجمع سكان الحي على أنّ ضعف الطاقة الكهربائيّة يضطرهم إلى الامتناع عن استخدام بعض الأدوات المنزلية الكهربائية مثل البرادات والغسالات، تجنباً لدفع تكاليف تصليحها، بعد تعرضها للأعطال من حين إلى آخر.