لا تزال المدارس الرسمية في البقاع تنتظر وصول مستحقاتها المالية، في الوقت الذي تتوجه فيه إدارات هذه المدارس إلى البلديات طلباً للدعم في تأمين المازوت، لأن هاجس الإقفال بدأ يلوح في أفقها!
البقاع ـ رامح حمية
«جلّدنا يا أستاذ، شو ما رح نولّع الصوبيا اليوم؟»، سؤال تطرحه التلميذة أماني شداد على أستاذها الذي يبلغها بأنّ «المدير راح يجيب مازوت». سؤال وجواب يتكرران في غالبية مدارس البقاع الرسمية التي تعاني صناديقها شحّاً في الأموال نتيجة التأخر في دفع مستحقاتها المالية. وكانت الأموال قد تأخرت بعد ورود خطأ في الحوالات، ووعدت إدارات المدارس بتصحيحه ومعالجته بأسرع ما يمكن (راجع عدد «الأخبار» 694)، إلا أن سحب الحوالات تأخر أيضاً حتى منتصف الشهر الجاري، فيما بقي تاريخ الدفع مجهولاً!
ولأن هاجس الإقفال بدأ يراود مديري المدارس لعدم قدرتهم على تأمين المازوت، سواء من أموال المدارس أو من جيوبهم الخاصة، فقد توجّهوا إلى البلديات التابعة للمناطق التي يدرّسون فيها، فمنهم مَن أثمر طلبه ومنهم مَن لا يزال ينتظر.
وفي هذا الإطار، يقول مدير متوسطةٍ في غربي بعلبك إنّ وضع المدارس الرسمية «زفت» بسبب عدم وجود أموال في صناديقها. ويشير إلى أنّ الدفعة الأولى من المستحقات (المكرمة السعودية) لم يبق منها إلا 120 ألف ليرة في صندوق مدرسته، وأنّ البلدية ساهمت معه بمبلغ 500 ألف ليرة رداً على طلبه تأمين دعم مازوت التدفئة. ويضيف قائلاً: «أنا حالياً أستدين المازوت من محطة محروقات لأحد أقاربي، ولكن إلى متى سيستمر هذا الوضع؟».
ويلفت مدير متوسطة في بعلبك إلى أنّ المنطقة التربوية في البقاع «ما بيطلع بإيدها شي، لأنها مثلنا لا تعرف شيئاً» سواء عن مستحقات 2005 ـ 2006 أو عن الدفعة الثانية من الهبة السعودية. ويضيف أنّه لو تأخرت وزارة التربية والتعليم العالي عن دفع المستحقات المالية «فلا مفر من إقفال العديد من المدارس لأبوابها، وخصوصاً أنّ الصقيع بدأ يمارس فعله في البقاع». وأوضح أنّه تقدم بطلب إلى بلديته واستطاع الحصول على وعد بملء ألف ليتر مازوت.
ويؤكد مدير مدرسة في البقاع أنّ أموال صندوق مدرسته باتت ضئيلة جداً بعدما استنزفت من متطلبات المدرسة، وبالأخص المازوت. ويعزو السبب إلى غياب مستحقات المدارس وصندوق مجلس الأهل الذي كان يعوّل عليه كثيراً، وأنّ طلب المساعدة من البلدية تجري «دراسته» وينتظر الرد عليه، مؤكداً أنّه لن يدخل في مواجهة مع أهالي التلاميذ، بل إذا رفض طلبه يكون «الأفضل عندها الإقفال»!
بدت البلديات كالأمّ الحنون وخصوصاً أنّها تستقبل جميع الطلبات من المدارس وتعمد إلى دراستها وتلبيتها وفقاً للأولويات. ويوضح رئيس بلدية بعلبك بسام رعد لـ«الأخبار» أنّ غالبية المدارس والمتوسطات الرسمية في بعلبك تقدمت بطلبات للحصول على الدعم والمساعدة لتأمين مازوت للتدفئة. ويشير رعد إلى أنّ «البلدية تدرس بجدّيّة الطلبات والكميات بهدف تأمينها وفق الأولويات وفي أقرب وقت ممكن».
ولعل اللافت بين كل المدارس حال «متوسطة بيت شاما الرسمية» التي أكّد مديرها علي شرف أنّه لا ينتظر دفع مستحقات المدارس لأنّ صندوق مدرسته يضم «وفرة مالية» تتراوح بين 50 و60 مليون ليرة، وقال إنّ المنطقة التربوية على علم بذلك.


يؤكد رئيس بلدية شمسطار، فاضل الحاج حسن، أنّ البلدية تدعم المدارس سنوياً بالمازوت وذلك من ضمن موازنتها. فقدّمت ألفي ليتر مازوت إلى متوسطتين وتسعى إلى تأمين كمية أكبر لثانوية البلدة ومهنيّتها.