البقاع ــ رامح حميةما بين كلمة «إجت الإشارة: ورجعت انقطعت» فرحة لا تستمر إلا لدقائق لدى متصفّح الإنترنت ومستخدمه في البقاع، حتى تليها غصة طويلة تمتد لساعات وساعات. انقطاع بدأ يستنزل لعنات المواطنين على هذه الخدمة التي باتت متخلفة بكثير عن النظم الجديدة المستخدمة في العالم للتواصل والتحميل. وفي وقت تنتشر فيه إعلانات هيئة أوجيرو عن خدمة الإنترنت السريع DSL والـ HDSL على الطرق، لا يزال البقاعي ينتظر بشوق كبير الحصول على هذه الخدمة كاملة، أسوة ببقية المناطق، وخصوصاً مركز محافظة البقاع، مدينة زحلة، التي تنعم بخدمة يصح في وصفها «ما فيها لو».
غياب الدولة وتأخرها في تأمين الإنترنت للمنطقة، كان الدافع الأساسي للعديد من الشركات الخاصة لتوفير الخدمة، وإن بطرق مستترة للمنطقة. وقد عكست تلك الخطوة ارتياحاً لدى البقاعيين لتأمين الإنترنت من جهة ولتغطية تقصير الدولة من جهة ثانية. لكن منذ 21 يوماً طرأت مشكلة يعزوها أصحاب محطات الاشتراك إلى «القمر الصناعي الروسي المتعاقد معه الذي ينتهي العمل به في عام 2009»، وإن جرى التأكيد «أن العمل جارٍ بالسرعة المطلوبة لإعادة الأمور إلى نصابها وبمواصفات أفضل، وذلك بعد الاشتراك مع قمر أوروبي وما يتطلبه ذلك من تركيب صحون لاقطة جديدة خلال الأيام القلية المقبلة».
انقطاع الإنترنت عن القرى البقاعية سبب إرباكاً لدى أصحاب محال الإنترنت ودفع معظم مستخدمي هذه التقنية في البقاع الشمالي للذهاب إلى زحلة، المتوافرة فيها خدمة هيئة أوجيرو لإنجاز أعمالهم وإن عبر رسائل قصيرة.
أصحاب محال الإنترنت لمسوا تراجعاً في نجاح مصالحهم من خلال انخفاض عدد الزبائن لديهم واقتصار العمل على الألعاب التي تستهوي الأطفال فقط. وأكدوا أن بطاقات الإنترنت «الخاصة بالدولة» لا تؤمن الاتصال إلا لدقائق، كما لا تتوافر فيها السرعة وحتى القدرة على التحميل، إذ توزع 128 MB على أشخاص عديدين ويكون المشترك موهوماً بأن لديه السعة المطلوبة لتحميل المعلومات المطلوبة. وأمام هذا كله لا يبقى للمواطن إلا أن يقصد مركز المحافظة في زحلة لتسيير أموره والانتظار ريثما تحل المشكلة عند الشركات الخاصة، وان تعمل الدولة بالسرعة الكافية لتوفير خدمة الإنترنت «ضمن المعقول مادياً والمقبول كقدرة على السرعة والتحميل» كما يقول المواطن عبده الحسيني الذي طالب وزارة الاتصالات بالإسراع في تأمين خدمة الإنترنت أسوة بباقي المناطق اللبنانية.
بدوره، لفت أحمد أبي رعد، الى شوق المواطنين لخدمة متطورة، منتقدا اقتصار خدمة الإنترنت بأوجيرو على مراكز المحافظات. مشيراً إلى أن المؤسسات التربوية والأهلية والباحثين في المناطق هم الأكثر عدداً.