أطلقت أمس شبكة «مسار السياسات الشبابية» ملف مناصرة إعادة إدخال التربية الجنسية إلى المناهج المدرسية. يسعى الملف إلى تصحيح المعلومات المغلوطة والتوعية على خطورة الأمّية الجنسية عند الشباب
ديما شريف
الأهل ـــــ الأساتذة ـــــ التلاميذ، ثالوث يمثّل الشريحة المستهدفة عند تطبيق تدريس مادة «التربية الجنسية» في المدارس، إذا وافقت وزارة التربية والتعليم العالي على إدخالها في المناهج التربوية. شريحة اتفق على مكوّناتها المشاركون في اللقاء الذي نظّمته شبكة «مسار السياسات الشبابية» لإطلاق ملف مناصرة إعادة إدخال التربية الجنسية إلى هذه المناهج. الاتفاق على هذه الشريحة لم يمنع اختلاف المشاركين على مسائل أخرى تتعلق بالموضوع الذي يثير الجدل منذ إدخال المادة إلى المناهج لعام واحد فقط (1997ـــــ 1998).
دافع ممثّلو الوزارات بشدة عن خيارات الجهات التي يتبعون لها، لجهة اعتماد مشروع «الصحة الإنجابية» وتطبيق أنشطة منه في المدارس الرسمية. فتمسّكت عضو اللجنة التنفيذية لمشروع الصحة الإنجابية منى دياب بما فعلته وزارة التربية في مجال تعليم المهارات الحياتية للتلاميذ، كالبحث عن المعلومة وإيجادها. أما المديرة التنفيذية لمشروع الإعلام والتثقيف في مجال الصحة الإنجابية في وزارة الشؤون الاجتماعية جومانة القاضي فرأت أنّه لولا جهود الوزارة منذ عشر سنوات في هذا المجال لما تحسّن الوضع. لكن إلى أي مدى تحسّن الوضع إذا كانت وزارة التربية قد رفضت منذ أسبوعين السماح لناشطين في «مسار» بالدخول إلى إحدى المدارس الرسمية للتوعية على البلوغ؟
وتتحدث إحدى مدرّسات صف السابع الأساسي في مدرسة رسمية كيف صادف، الأسبوع الماضي، حضور المفتش التربوي مع إعطائها درس «التكاثر» في علوم الحياة، وكيف عاتبها المدير بعد انتهاء الحصة لتفسيرها الدرس أمامه، وأنّه لا داعي لهذا الدرس لأنّه فوق مستوى فهم التلاميذ!.
كذلك عرضت الناشطة في جمعية «نبع» سارة بيطار تجربتها في مجال التوعية على الصحة الإنجابية في المدارس الرسمية، إذ لم يسمح بتوزيع منشورات خوفاً من وصولها إلى الأهل. كما طلب من المشاركين في الحملة عدم الحديث عن العادة الشهرية أمام التلاميذ الذكور وحصرها في الإناث، إلى جانب منع تناول العادة السرية، وغيرها من الموضوعات التي تدخل في صلب الصحة الإنجابية. في المقابل، استنكر جو حمود، من جمعية «حلم»، تلطّي الوزارة وراء كلمة «الإنجابية» بدل «الجنسية»، وعدم تسمية الأمور بأسمائها، واختصار الجنس بالإنجاب فقط.
هذه النقاشات سبقها عرض للدكتور فيصل القاق لملف المناصرة. ويستند الملف إلى حق الشباب في الوصول إلى المعلومات التي تؤثر على حياتهم، إلى جانب حقهم في التمتع بصحة جيدة. وأوضح القاق أنّ الاستطلاعات التي أجريت في لبنان تبيّن أنّ 90% من الشباب يحبّذون إدخال التربية الجنسية إلى المناهج، فيما 22% منهم يعترفون بعلاقات جنسية خارج إطار الزواج. وكان اللافت أنّ 66.6 % من المستطلعين يعتقدون أنّ فرص التقاطهم فيروس الآيدز معدومة. من هنا أهمية إدخال المادة إلى المناهج لتوعية الشباب، كما يقول القاق. ثم يستشهد بدراسة أميركية أعدّت في 2004 أثبتت أنّ تدريس التربية الجنسية في المدارس يؤخّر بدء العلاقة الجنسية عند الشباب.