شهدت كلية العلوم ــ 1 في الجامعة اللبنانية، أمس، إطلاق حملة تضامنية مع غزة إلى جانب احتفال فني تضامني أقامته حركة الشعب
محمد محسن
«حاجي تبكي يا قصب، صار إلهن صوت العرب». ينشد الدكتور وسام حمادة تحت الشجرة الكبيرة مقابل كافيتريا مجمّع الحدث الجامعي، يردّدها معه عشرات الطلاب المشاركين في النشاط التضامني مع غزّة، الذي أقامه قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب، أمس، في كلية العلوم ـــــ الفرع الأول، في الجامعة اللبنانية.
تنطلق الأغاني الثورية من مكبرات الصوت، لتنطلق معها حملة التواقيع المتضامنة مع غزة. لم يستعمل الموقّعون أوراقاً طويلة كما جرت العادة، بل تعمّدوا التوقيع على علمٍ فلسطيني ثبّتوه على طاولةٍ خشبية، في مدخل ساحة النشاط الصغيرة. حمل الطلاب أقلامهم، وكتبوا عباراتٍ مختلفة عن تلك التي امتلأت بها عرائض التضامن التي وقّعت في بداية العدوان الإسرائيلي. هكذا، لم تخلُ بقعة من العلم الفلسطيني من دون أن تزيّنها كلمتان بارزتان: غزة والنصر. ينهي الطلاب كتاباتهم المختصرة، ويتوجهون نحو علمٍ «إسرائيلي»، يختفي عن النظر رغم طوله، لأنّ أقدام المشاركين في النشاط، التي داسته، كانت تزداد تباعاً.
ما ميّز النشاط عن غيره من النشاطات التضامنية مع غزة هو حبل الصور المرسومة بريشة فنانين من جميع أنحاء العالم. إذ علّقت اثنتان وثلاثون صورة على حبلٍ طويل، تروي ما جرى في غزة بعينٍ كاريكاتورية مندّدة بالمجازر الإسرائيلية في غزة. فنرى مثلاً خريطة فلسطين وعلمها ينزفان دماً، وهما يرزحان بين فكّي وحشٍ إسرائيلي رسمه فنان تركي. وللمقاومة حصّتها من الرسوم، إذ ترى أحذية المقاومين في غزة تدوس رؤوس المحتلين الإسرائيليين، في صورةٍ وقّعها رسّام برازيلي.
ينطلق مسؤول قطاع الشباب والطلاب في حركة الشعب أحمد قمح من الصور المنشورة، ليشير إلى أنّها رسمت أثناء العدوان الإسرائيلي على غزّة. وتظهر نقمة شعوب الأرض على إسرائيل بعد مجازرها، «وهو ما أراد قطاع الشباب إظهاره، عبر عرض هذه الصور»، يقول قمح.
ويؤكد قمح أنّ النشاط لا يأخذ طابعاً تضامنيّاً فقط، بل يأتي بعد نهاية العدوان، وبالتالي «هو احتفال بعرس النصر الذي حقّقته المقاومة في فلسطين».
بعد التواقيع، بدأ الحفل الموسيقي، فأنشد حمادة وفرقته أغاني ثورية ووطنية لمارسيل خليفة وأحمد قعبور، وأغنية «شيّد قصورك» للفنان الراحل شيخ إمام. توقّف الحفل بعض الشيء، فقدّم حمادة نصيحة إلى طلاب الجامعة اللبنانية على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم قائلاً «فتّشوا عن القواسم المشتركة بينكم، وفلسطين هي القاسم المشترك بيننا». عاد حمادة ليكمل الحفل الموسيقي، لكن بأغانٍ للفقراء هذه المرّة، كـ«شو في بحي السلّم إلّا صرخة جوع». أغنياتٍ تفاعل معها الطلاب، لأنّهم جميعاً من هذه الطبقة.
ليس بعيداً عن الباحة حيث أقيم النشاط، تجمّع ممثّلو المجالس الطلابية في كليات الجامعة اللبنانية في قاعة الأساتذة في الكليّة، ليطلقوا حملة «النصر الثاني» احتفالاً بالنصر الذي حصل في غزّة، والتي ستتضمن نشاطات متنوعة. ويشير المنظّمون إلى أنّ الحملة ستستمر حتى الجمعة المقبل. وستتخلّل النشاطات احتفالات بالانتصار الذي تحقق في غزة، إلى جانب ندوات في الكليات يشارك فيها سياسيون ومحلّلون. كذلك يشير المنظّمون إلى أن الحملة ستشمل مجموعة فعالياتٍ، كتوزيع الكوفيات الفلسطينية، وعرض أفلامٍ وثائقية، وحملة تبرعاتٍ مالية سيجري إيصال ما تحصده إلى غزّة. وشددت الكلمات على أنّه لا لون حزبياً أو طائفياً للحملة، بل هي تجمع كل مقاوم وعربي ومسلم ومسيحي شريف. كما ركّزت على دور طلاب الجامعة اللبنانية في دعم غزة وخيار المقاومة.