Strong>ادّعت 4 عائلات أن 4 سيدات أجنبيات يعملن لديها سرقن مجوهرات وحاولن الفرار بها إلى بلادهن. السرقة موضوع الادعاء فشلت، وانتهت بمحاولة انتحار إحدى المدّعى عليهن، وبتوقيف الأخريات. هنّ الآن في سجن مظلم تحت الأرضهنّ 4 فتيات سريلانكيّات يعملن في منازل 4 عائلات لبنانية في كليمنصو. تربط علاقة قربى بينهن، وكذلك بين العائلات التي تقطن 3 منها في مبنى واحد. مساء أول من أمس، خرجت الفتيات الأربع من المنزل إلى جهة مجهولة، قبل أن تتصل السفارة السريلانكية بالعائلات لإعلامها بأن الفتيات الأربع موجودات في السفارة. إحدى الفتيات الأربع رمت بنفسها من الطبقة الثانية لمبنى السفارة (في الحازمية)، فنقلت إلى أحد مستشفيات المنطقة للعلاج من كسور أصابت جسدها.
زياد رمضان، أحد قاطني المنازل الأربعة، روى لـ«الأخبار» ما جرى، من وجهة نظر العائلات. يقول رمضان إن إحدى الخادمات الأربع أبلغت أصحاب المنزل الذي تعمل فيه أنّ جدتها في سريلانكا توفيت، وأنها تريد السفر إلى بلادها لمدة 3 أيام. وقد حدِّد موعد السفر عند الثامنة والنصف من مساء أول من أمس. وقبل رحيل الفتاة، فُقِد خاتم تملكه ابنة صاحب المنزل. وبعد التفتيش في أمتعة الخادمة، عثر على الخاتم، فهربت صاحبة المتاع من المنزل. بعد قليل، علم أصحاب المنزل من أقاربهم أن الخادمات الثلاث هربن أيضاً، في الوقت ذاته. بدأت الأمور تتوضّح سريعاً: فقد أصحاب المنازل الثلاثة كمية كبيرة من المجوهرات والألبسة، تقدّر قيمتها بأكثر من 150 ألف دولار. وبعد قليل، عثر على 6 حقائب متروكة في «مَنْوَر» المبنى الذي تقيم فيه 3 من العائلات. وكان داخل الحقائب الست القسم الأكبر من المسروقات.
وقال رمضان إن السفارة السريلانكية اتصلت بالعائلات لتخبرها بأن الفتيات الثلاث موجودات في مبنى السفارة. وأضاف أن «التحقيق معهن أظهر أنهن كنّ قد أعددن خطة لسرقة محتويات الحقائب ثم الفرار إلى بلادهن، فضلاً عن أنهنّ كنّ قد حجزن 4 تذاكر للسفر إلى بلادهن، إضافة إلى نيّتهن إرسال الحقائب التي تحوي المسروقات بواسطة شركة للشحن. وبعد فرارهن من المنازل، لم يتوجهن إلى المطار لأن إحداهن لم تتمكّن من أخذ جواز سفرها. وأشار إلى أنه تبيّن أن كل واحدة منهن كانت تملك هاتفاً خلوياً سريلانكياً يمكن استخدامه في لبنان».
وأكّد رمضان أن العائلات الأربع كانت تعامل الخادمات بطريقة إنسانية، وأن الفتيات الأربع ذكرن ذلك في السفارة، قبل أن تحضر دورية من الأمن العام وتوقفهن بناءً على إشارة القضاء.
وقد تقدّمت 3 من العائلات بادّعاء أمام فصيلة الدرك في ميناء الحصن ضد من كنّ يعملن في منازلها، بجرم السرقة. ورداً على سؤال، قال رمضان لـ«الأخبار» إن عائلته لن تتراجع عن الادّعاء، رغم أن معظم المسروقات التي فقدت من منزله أعيدت.
وتجدر الإشارة إلى أن «الأخبار» لم تتمكّن من التواصل مع السفارة السريلانكية، فضلاً عن أن التواصل مع الفتيات الأربع متعذّر بسبب وجودهن رهن التوقيف، بمن فيهن التي رمت بنفسها من مبنى السفارة، والموضوعة تحت الحراسة.
الحادثة التي جرت، في حال صحة الادعاءات التي تقدّم بها أصحاب المنازل، لا ينبغي لها أن تخفي خلفها الظلم التي تتعرّض له عاملات المنازل في لبنان. وتكفي الإشارة إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش سجّلت وفاة عاملة أجنبية واحدة على الأقل كل أسبوع في لبنان، خلال العام الماضي. ومعظم حالات الوفاة لم تخضع لتحقيق دقيق من القوى الأمنية.
(الأخبار)