أعلنت بعثة ألمانية متخصصة في التنقيب عن الآثار اكتشاف مقبرة تعود للعهود الأشورية قرب قلعة أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان شمال العراق. ويقع الموقع الأثري المكتشف إلى الشرق من قلعة أربيل تحت أنقاض حي سكني، وكانت قد بدأ أعمال التنقيب فيه فريق من علماء الآثار تابع للمعد الألماني للآثار في الشرق الأوسط. وقالت مارغريت فان اس مديرة المعهد والحفرية إن «هذه الآثار التي عُثر عليها مهمة جداً في تاريخ المنطقة والحقبة الأشورية. وخاصةًً أن المقابر تقع خارج القلعة لا داخلها. والمقبرة التي عثر عليها هي عبارة عن غرفة مقبرية تضم رفات ثلاثة أشخاص، وتم التأكد من تاريخ دفنهم بعد دراسة القطع الأثرية الموضوعة داخل المقبرة وهي عبارة عن 29 قطعة أثرية تعود إلى العصر الأشوري الحديث، أي بين الألفين والثالث قبل الميلاد». يُذكر أن بعض المؤرخين يعتقدون أن الحقبة الأشورية امتدت عبر عصور عدة بين الألفية الثانية والقرن السابع قبل الميلاد. أوضحت فان أس أن «المقبرة كانت قد تعرضت للسرقة في الماضي البعيد نظراً لانعدام وجود مقتنيات ذهبية كانت تدفن عادة مع الميت». وأشارت الدكتورة فان اس إلى العثور خلال تسعينيات القرن الماضي على مقابر مشابهة في مدينة نمرود (إحدى عواصم الإمبراطورية الأشورية التي تبعد 35 كلم عن مدينة الموصل العراقية). وهنا تجدر الإشارة إلى أن القبور الملكية التي اكتشفت عام 1989 في نمرود كانت لا تزال مقفلة منذ 5000 سنة، وكانت تحتوي على مجوهرات الملكات الأشوريات التي تعتبر اليوم من أهم مقتنيات متحف بغداد.
وختمت العالمة الألمانية قولها «إنها ترغب في العودة للعمل في العراق ودراسة المواقع الأثرية»، مشيرة إلى أن «المعهد الألماني للآثار عمل منذ أكثر من خمسين عاماً ولغاية 2002 على الحفريات الأثرية في مواقع عراقية عدة، وأهمها مدينة الوركاء السومرية التي تعتبر عاصمة البطل الأسطوري غلغامش».