بسام القنطاريواجه مدير صالة إحدى أكبر شركات بيع السيارات والدراجات النارية في بيروت، سؤالك عن توافر «دراجة خضراء» للبيع، بابتسامة عريضة.
ماذا تقصد بدراجة خضراء؟ يسأل الموظف. «أقصد دراجة تعمل على الطاقة الكهربائية». يبتسم مجدداً ويجيب: «أنا أعمل هنا منذ 12 عاماً، ولم يسألني أحد من قبل عن دراجة كهربائية». ويردف: «نحن لا نستورد هذا النوع من الدراجات، لكن لدينا باقة واسعة من الخيارات إذا كنت تود اقتناء دراجة نارية. تبدأ الأسعار من 3200 دولار أميركي لدراجة بقوة 200 س.س وتصل إلى 30 ألف دولار أميركي لدراجة «Valkery» الجديدة التي تصل قوتها إلى 2000 س س».
إذاً، لا توجد في السوق اللبناني «دراجة خضراء»، رغم أنها أصبحت رائجة في مدن غربية عدة، بسبب صداقتها للبيئة.
يعتقد البعض أن الدراجة النارية أقل تلويثاً من السيارات. ويسود هذا الظن نظراً لصغر حجم الدراجة قياساً بالسيارة. وهو اعتقاد يصح إذا ما اعتمدنا كمية انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون معياراً وحيداً للحكم، إذ إن هذا الغاز هو المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري الذي نتجت منه كوارث مناخية في مختلف بقاع الأرض.
إلا أن التقارير العلمية تشير إلى أن الدراجة النارية مسؤولة عن انبعاث ملوثات أخرى مثل النايتروجين أوكسيد، وبذلك تسبّب تلويث الهواء والبيئة بنسبة 10-20 مرة أكثر مما تسببه السيارات. السبب الوحيد الذي ينأى بالدراجات النارية بعيداً عن انتقادات البيئيين، هو أنها أقل حضوراً من السيارات في الشوارع والطرقات العامة.
«الدراجة الخضراء» هي تلك التي تعمل على الطاقة الكهربائية، من خلال بطارية تولّد الطاقة للمحرك. تمتاز هذه الدراجة بصداقتها للبيئة، إذ إنها لا تسبّب تلوث الهواء، إضافةً إلى أنها لا تحدث ضجيجاً، وبذلك تسهم أيضاً في تخفيف الضوضاء في شوارع المدن الكبرى.
لكن للدراجة الخضراء مساوئها أيضاً. فمن جهة، يسبب انعدام صوت محركها حوادث طرق غير متوقعة، وذلك بسبب عدم معرفة سائقي السيارات باقترابها منهم، ما يؤدي إلى حوادث اصطدام قاتلة في بعض الأحيان. ومن جهة أخرى، يؤدي الوقت الطويل الذي يستغرقه الشحن الكهربائي لبطاريتها إلى عدم عملانيتها. ففي وقت يحتاج فيه التزوّد بالوقود لأقل من دقيقة واحدة في حالة الدراجة النارية، يعاني سائقو الدراجة الكهربائية ضرورة انتظارهم 3 ساعات حتى تستعيد بطارية الدراجة قدرتها على العمل.
في ولاية كاليفورنيا الأميركية، مثلاً، أنشأت المواقف العامة مراكز خاصة للشحن، الأمر الذي يوفر في الوقت، وخصوصاً أمام السائقين الذين يقطعون مسافات طويلة ويحتاجون إلى شحن دراجاتهم لأكثر من مرتين في اليوم الواحد.
أما إذا كنا سنشهد في شوارع بيروت دراجات مماثلة؟ فالفكرة نفسها غير مستبعدة، لكن الأمر يرتبط بعملية العرض والطلب وبالكلفة. كما أنه يرتبط باتخاذ وزارة البيئة لخطوات تحفيزية تشجع على اقتناء هذا النوع من الدراجات، مثل إصدار مرسوم يعفيها من الرسوم الجمركية مثلاً.
هنا، تجدر الإشارة إلى أنه يوجد نوع آخر من الدراجات الكهربائية تسمى سيجواي Segway وهي عبارة عن دراجة كهربائية تقتصر على عجلة صغيرة. تتكون «السيجواي» من عجلتين ومقود وقاعدة صغيرة بين العجلتين لوقوف الشخص الراغب بالتنقّل عليها، وتشغّل بواسطة الطاقة الكهربائية، إبتكرها مواطن أميركي يدعى دين كايمن، الذي لم يلبث أن أسّس شركة لإنتاجها وتسويقها في مختلف أنحاء العالم، بعد أن ازداد الطلب عليها ما إن قدمتها القنوات الفضائية للمستهلك في برامجها العلمية المتخصصة.
وتعتمد عجلة السيجواي على ميلان جسم راكبها في اندفاعها للأمام أو في تباطئها عندما يرجع الراكب جسمه للخلف، وذلك لاحتوائها على آلة تقوم بعملية قياس الميلان أو الإنحناء، وتتحكّم بأجهزة سيطرة تتصل بها، ما يؤمن سلاسة حركتها وسلامة الراكب. يبلغ وزن هذه الدراجة الهوائية 38 كيلوغراماً، وتبلغ سرعتها القصوى حوالي 12.5 ميلاً في الساعة، بينما أن باستطاعتها السير لمسافة 17 ميلاً قبل الإضطرار إلى إعادة شحن بطاريتها، وقد سوّق منها حتى اليوم نموذجين. ورغم أنه قد شوهد عدد منها في الشوارع اللبنانية، إلأ أنها لا تزال قليلة الانتشار.