أيام قليلة تفصل كلية الآداب والعلوم الإنسانية عن الامتحانات. هو الاختبار الأول للنظام الجديد (LMD) الذي يشهد تطبيقه ارتباكاً ملحوظاً. لكنّ مديرة الفرع الأول الدكتورة هناء بعلبكي تبادر عشية الاستحقاق إلى إزالة الكثير من المعلومات المغلوطة عن النظام والمقررات والمعادلات
فاتن الحاج
«لم يعد هناك مفر من تأجيل الجمعية العمومية. فقد باتت ضرورية عشية الامتحانات في 10 شباط»، تُصرّ على ذلك عضو مجلس طلاب الفرع الأول في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية صفاء إبراهيم. وتدعو إبراهيم طلاب السنة الأولى إلى عدم التردد في تسجيل أي اعتراض على النظام والأساتذة ورؤساء الأقسام أمام المديرة، «فهي هنا للاستماع إلى كل هواجسكم التي نقلتموها إلينا في مجلس الفرع». تتدخل الدكتورة هناء بعلبكي لتعزو تأخير انعقاد «اللقاء بيننا إلى التعاميم المتلاحقة التي كانت تصل من عمادة الكلية وتزيل الالتباس بشأن سير الدروس والامتحانات». وتحمّل الطلاب مسؤولية عدم متابعة أمورهم، «هناك إعلانات ننشرها تباعاً في أرجاء الكلية، لكن يبدو أنكم لا تقرأون ما يعنيكم!». ثم تبدي بعلبكي استعدادها للإجابة عن التساؤلات بعد تقديم عرض عام للنظام الذي يعتمد الفصول لا السنوات. فالفصول الستة في الليسانس غير مرتبط، كما قالت، بعضها بالبعض الآخر، وبإمكان الطالب أن يتسجّل في الفصل الثاني حتى لو رسب في كل مقررات الفصل الأول، على أن يقدم المواد التي يرسب فيها في الدورة الاستلحاقية (الثانية). تطلب بعلبكي من الطلاب تركيز جهودهم على امتحان الفصل الأول الذي يضم مقررات إلزامية واختيارية وحرة. وهنا تميّز بين «الاختيارية» و«الحرة». فالأخيرة متاحة فقط في أقسام علم النفس والفلسفة والجغرافيا والآثار. أما «الاختيارية» فيحددها رئيس القسم وفقاً للظروف الموضوعية. لكن ماذا حصل في بعض الأقسام كاللغة الإنكليزية مثلاً؟ يوضح الطلاب أنّه ورد خطأ في تحديد عدد الأرصدة لمادة «المدخل إلى الفلسفة»، ما جعلهم يكتشفون في نهاية الفصل أنّ عليهم أن يأخذوا مقرراً إضافياً كي يغطّوا العدد المطلوب منهم للمقررات الاختيارية في الفصل الأول. «الأخطاء تتعدّل والبرامج في إطار التصحيح المستمر»، تعلّق بعلبكي، وتطمئن المعيدين في السنة الأولى إلى أنّهم لن يخسروا المواد التي نجحوا فيها، فهناك لائحة بالمعادلات لدى رؤساء الأقسام، وما عليهم سوى الالتحاق بالنظام الجديد. كذلك سيسمح للطلاب المترفعين من الثانية والثالثة ويحملون مواد من السنة الأولى بأن يتقدموا بهذه المواد وفق النظام القديم لمرة واحدة فقط خلال عام 2008 ـــــ 2009. لكن المشكلة تكمن، كما تقول بعلبكي، في معادلة مواد الطلاب الذين يأتون من جامعات أخرى أو ينتقلون من قسم إلى آخر في كلية الآداب، لكون هذا الأمر مناط بعمادة الكلية، و«حتى الآن لم تصلنا هذه المعادلات، ما سيضطر الطلاب إلى إجراء كل المواد».
الطلاب أثاروا في الجمعية العمومية غياب التطبيق السليم للتقويم المستمر، أي إعطاء العلامات على العمل في الصف من مشاركة وأبحاث، كما ينص النظام، وميل أساتذة كثر إلى اعتماد الطريقة التقليدية نفسها في النظام القديم. لا يعجب الكلام بعلبكي، وتتمنى ألا يكون ذلك تجنّياً على الأساتذة. لكن ما يفاجئ المديرة شكوى الطلاب من إصرار بعض الأساتذة على إلزامهم بشراء الكتب الغالية الثمن. أما المفارقة فهي أنّ البعض لم يميّز بين التسجيل الإداري (دفع الرسوم) الذي يحصل مرة واحدة والتسجيل الأكاديمي الذي يحصل مع بداية كل فصل (اختيار المقررات). وإن كانت قضية الالتزام بحضور المقررات لا تناسب عدداً لا يستهان من الطلاب الذين يعملون، تذكّر بعلبكي بأنّ الغياب لا يعني الانقطاع والحضور وقت الامتحانات فقط، بل يجب التواصل الدائم مع أستاذ المقرر.


كيدية في النتائج!

تبدو العلاقة ملتبسة بين الطلاب والأساتذة في تطبيق نظام LMD. فالطالب يميل إلى إلقاء اللوم على الأستاذ وتحميله المسؤولية الكاملة عن الخلل في اختيار المقررات. ففي الجمعية العمومية، شكا الطلاب من استنسابية الأساتذة في التطبيق وحرمانهم من العلامات. وعندما طلبت منهم المديرة أن يذكروا اسم الأستاذ لمتابعة الموضوع معه، آثروا عدم ذكر اسمهم كي لا تكون هناك كيدية في النتائج. أما الأساتذة فيستغربون شكوى الطلاب من صعوبة بعض المقررات الاختيارية، فيما «ننتظرهم في الصفوف نحو نصف ساعة فلا يحضرون». ثم إنّ الطلاب لم يطرحوا، كما قال الأساتذة، تساؤلاتهم منذ بداية الفصل لإزالة الالتباس لديهم، بل انتظروا مجيء الامتحانات و«طلعت الصرخة».