تعاني «متوسطة رياق الرسمية» إهمال المعنيين لها، ما يضطر التلاميذ إلى الدرس في غرف جدرانها متشققة، واللعب وسط الأتربة والأوساخ
البقاع ــ نقولا أبورجيلي
«هذا المبنى ليس مدرسة بل مزرعة مهملة» عبارة يرددها أهالي تلامذة «متوسطة رياق الرسمية المختلطة الأولى» التي تعاني سوء حالة المبنى الذي تشغله. وتأسست المدرسة في منتصف القرن الماضي، ولم تفلح الحكومات المتعاقبة بجعلها صرحاً تعليمياً يليق بالجهاز التعليمي والتلاميذ بالرغم من إدخال بعض التحسينات و«الترقيعات» على بعض أقسامها في فترات سابقة. فتنتشر الشقوق في جدران المدرسة وفي منشآتها الداخلية والخارجية، فيما تتوزع الحفر على كامل مساحة الملعب إلى جانب التراب والأوساخ.
ويتألف مبنى المدرسة من طبقتين، ويحتوي على 17 غرفة، تتقاسم ثمانيَ منها الإدارة والجهاز التعليمي. أما باقي الغرف فتوزع عليها حوالى 180 تلميذاً من صفوف الخامس إلى التاسع الأساسي. وأكثر ما يعانيه التلاميذ والهيئة التعليمية على حد سواء، هو الحالة السيئة للحمامات الأربعة، التي تحتوي على تجهيزات بدائية ولا تتمتع بأدنى المواصفات الصحية.
ويصف رئيس لجنة الأهل في المدرسة علي سلهب واقع حال مبنى المدرسة بالسيئ جداً من جميع النواحي، موضحاً أنّ كلّ ما أدخل من تحسينات متواضعة جاء نتيجة تعاون الأهل مع إدارة المدرسة في ظل غياب شبه كامل للأجهزة الإدارية الرسمية المسؤولة. ويعدد سلهب بعض المعونات التي قدمها الأهالي ومن بينها: استحداث سقف فوق الدرج المؤدي إلى مكاتب الإدارة والصفوف بعدما كان مكشوفاً لأشعة الشمس والمطر، إضافة إلى المساهمة بمبالغ مالية لتأمين جزء من ثمن المازوت للمدافئ لافتقار المبنى إلى أجهزة التدفئة المركزية. ويلفت سلهب إلى أنّ الطاولات والكراسي داخل الصفوف ليست بحال أفضل، فهي متآكلة ولا تصلح لجلوس الأولاد الذين تتمزق ثيابهم في معظم الأوقات، إلى جانب اهتراء الألواح المثبتة على تشققات جدران الغرف التي يكسوها الدخان والغبار نتيجة عدم رصد مبالغ مالية لطلائها دورياً. ورغم كل الأمور السيئة لا بد من ذكر الإيجابيات، ومنها تعاون الإدارة مع الأهل، والنتائج الجيدة للتلاميذ. إذ تصل نسبة نجاح التلاميذ في الشهادة المتوسطة (البريفيه) إلى 65 في المئة.
ورغم هذه النتائج تشكو زوجة سلهب تقاعص بعض المعلمات والأساتذة الذين يتغيبون عن بعض ساعات التدريس المخصصة لهم، وفي حال حضورهم، فإنّهم يهملون تعليم التلاميذ المواد المقررة، وتقول السيدة إنّها، بسبب ذلك، تضطر إلى بذل جهود مضاعفة للتعويض عما فات أولادها من دروس. وتضيف «هل يعقل ونحن في القرن الواحد والعشرين أن يتلقى أولادنا التعليم في مبانٍ مدرسية حكومية مهملة؟».
وناشد سلهب وزارة التربية والتعليم العالي العمل على بناء مدرسة جديدة، أو إعادة تأهيل كامل المبنى الحالي، كاشفاً عن قيامه والأهالي بمراجعة المعنيين في منطقة البقاع التربوية، مرات عدة، بهدف تحسين أوضاع المدرسة من كل النواحي. لكن كل ما حصل عليه الأهالي كان جواباً واحداً «ليس باليد حيلة دبروا أموركم بأنفسكم»، إلى جانب وعود بمعالجة الوضع لأجل غير مسمى، ولحين توافر الأموال والاعتمادات اللازمة.