خضر سلامةالمركز الأوروبي للتحذير والسيطرة على الأمراض (ECDCE) الذي تأسس على يد الاتحاد الأوروبي عام 2003 بعد أزمة مرض السارس العالمية، قرع ناقوس الخطر للتحذير من «أمراض الحداثة» التي تقترب شيئاً فشيئاً من تصنيف الأوبئة في مؤتمره الأسبوع الماضي في باريس. البروفسور يوهان جيزيكي، المدير في فرع التوصية العلمية في المركز، عبّر عن ارتيابه من الانتشار المستمر للأمراض الحديثة، كالسيدا والسارس، أو انتشار أنواع جديدة غير معروفة من أمراض قديمة، أو تطور متلاحق في تركيب فيروسات أخرى كإنفلونزا الطيور والبكتيريا المقاومة، وتنقل غير مألوف لأمراض من مناطق في العالم إلى أخرى، كظهور حمى النيل في الولايات المتحدة، أو حمى الدنك في أميركا الجنوبية، والشيكونغنوا في أوروبا. «لقد حددنا 335 حالة من أمراض معدية تهدد السلامة العالمية وتمثّل حالات طارئة» على حد تعبير جيزيكي، الذي يتابع «لقد حيينا التنقل الحر للأشخاص وللبضائع وللخدمات حول العالم الجديد، ولكننا حذرنا من أن ذلك قد يؤدي إلى تنقل حر للفيروسات أيضاً».
وحسب تقرير المركز، فإن أمراض الغد التي تطورها، مباشرة أو غير مباشر، العولمة والحداثة التكنولوجية والاجتماعية، صنفت حسب الوقائع المسببة على الشكل الآتي:
ـــ تغير المناخ، فتبعاً للمركز، يساهم ارتفاع درجات الحرارة في تأمين بيئة ملائمة لتكاثر البكتيريا، السالمونيلا على سبيل المثال، تتكاثر بنسبة 20% فوق العادة مع ارتفاع درجة حرارة واحدة، كما أن الأمراض التي تنتقل من الحيوانات، كالتهابات الدماغ التي يحد البرد من انتشارها، تنتقل مع الهجرات الجماعية من مناطق تغير المناخ وتتطور الإصابات بها عبر العدوى، لتجد بيئة جيدة لتطورها في المناطق التي تستمر درجات الحرارة فيها بالتغير والارتفاع.
ـــ التجارة والسفر، أوروبا هي مركز التبادلات الأول في العالم، الفيروسات تلاحق التجارة، بعوضة الشيكونغوا ظهرت فجأة في أوروبا، بالإضافة إلى أخطار قد تحملها ملايين الحيوانات المستوردة وتتسرب من ثقوب الفحوص العلمية.
ـــ الهجرة، 25 مليوناً من غير الأوروبيين يعيشون في أوروبا حسب التقرير، بينهم الكثيرون ممن دخلوا بطرق غير شرعية، السل مثلاً، ترتفع نسبة الإصابة به حسب الإحصاءات بين 10 إلى 15 مرة لدى المهاجرين.
ـــ غياب العدالة الاجتماعية، حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تستمر معايير التنمية الاجتماعية والاقتصادية بحفر هوة بين الفئات الأوروبية على سبيل المثال، هذه الهوة لها آثارها على إثارة اختلاف في طرق الحياة، وفي القدرة على الوصول إلى الوسائل الصحية، فبينما لا يتعدى احتمال الإصابة بالسل نسبة 5 إلى كل 100 ألف سويدي، ترتفع هذه النسبة إلى معدل 226 في سجن إسبانيّ.
ـــ الشيخوخة، فعام 2020 سيمثّل من تعدوا الـ65 عاماً أكثر من 20 في المئة من سكان أوروبا.
ـــ أساليب الحياة، اللقاحات الموجودة تفقد شيئاً فشيئاً فعاليتها التقليدية، تساهم السلوكيات الجنسية الحديثة والجديدة في انتشار أمراض معينة.
ـــ نقص الأبحاث، خلل ما موجود في التعاون بين القطاعات الخاصة والرسمية، والتمويل يشكو من الشح والارتباط بالحسابات الاقتصادية وعدم وعي جدي للسلطات.
ـــ التوسع العمراني والمدني، فعمل الإنسان المباشر وتوسعه المدني وتآكل الطبيعة على حساب العمران.
جيزيكي يرى أن هذه العوامل، تهدد جدياً بولادة أوبئة جديدة أو نشرها لم تتحضر لها لا أوروبا ولا دول العالم، «هذه التنبؤات تشبه فيلم رعب، يجب علينا أينما استطعنا تأخير عرضه».
التقرير عرض أيضاً دراسات مستقبلية لأمراض ينقلها العث والبراغيث في الحيوانات المنزلية أو الخارجية، وركز على تطور فيروس الإيبولا المنبوذ إعلامياً ورسمياً والمُغيّب عن العناية الجدية.. والخطير أيضاً إحصائياً.