كامل التومطالعت في جريدتكم، في صفحة «المنبر» من العدد 12/11/2008، مقالة للدكتور متري نبهان، تحت عنوان «من يحمي الملكيّة الفكريّة في هذا الوطن؟»، تناولني فيها بالقدح والذّم والتشهير والتجريح. ورد في المقالة المذكورة ما يأتي: أ ــ «... أن باحثاً ألمعيّاً يدعى كامل التوم تنطّح لأخذ دوره بين النّقاد سعياً لكسب مادّي». ب ــ «... وخاصة عند الشاعر نقولا يواكيم والشاعر خليل فرحات، إلا أنه استشهد في كل بحثٍ بقول لي لم يتجاوز السطر..»؟
وعليه أوضح ما يأتي:
1ــ أنا لست باحثاً ولا ناقداً، وكتابي أشبه بموسوعة معلوماتية مصغرة تتناول أعلام الأدب والشعر في زحلة. 2ــ استشهد الدكتور متري نبهان بالفصل المتعلّق بنقولا يواكيم حيث قال إنني لم آتِ على ذكره إلا من خلال سطر واحد... وعليه:
أــ الصفحة 3 من الفصل، والـ21 من الكتاب (السطر الخامس):
«... يجعلها متري نبهان قصيدة ملحميّة أو ملحمة في قصيدة، ويعود ليطلق عليها «ملحمة بابل». ب ــ وفي الصفحة الخامسة من الفصل، والـ 23 من الكتاب السطر الأول: «... ويرى متري نبهان أنّ نقولا يواكيم كان في كتابه سرياليّاً، إذ يجسد خطأً إنسانياً مثالياً، بل عالماً مثالياًَ». 3ــ وفي الصفحة التاسعة من الفصل، والـ27 من الكتاب: «قال متري نبهان: نقولا يواكيم تكامليّ النظرة إلى الحياة والمستقبل مذهبه الشعري مذهب تكاملي. في نقله لبعض مشاهد الطبيعة كان كلاسيكليّاً، وفي تعبيره المثير بها كان رومانسياً، وفي إيحائه بعناصرها كلفظ دالّ كان رمزياً، وفي استنطاقه لهذه العناصر كتعبير إنساني شامل لا فردي، كان برنسيّاً، وفي إعطائه بنية ميتافيزيقيّة لا عقلانية لمسميّات أشياء الطبيعة وعناصرها في الإسناد».
وهنا أتساءل: هل هذا الذي أوردته عن د. متري نبهان هو سطر واحد فقط كما ادّعى؟. وفي الفصل المتعلّق بنقولا يواكيم فقط؟ وهل المطلوب ــ وفي عشر صفحات من أصل 336 صفحة من الكتاب ــ أن أورد عنه وأقول فيه أكثر مما أوردت وقلت؟ وفي الفصل نفسه الذي كان مثار اعتراضه؟
وفي كلمتي التي قلتها أمام الحشد في حفل التوقيع فيه ما يأتي: «كما أودّ أن أشكر الدكتور متري نبهان على المراجع التي تفضّل بتقديمها لي والتي أفادتني كثيراً...».
وتوخيّاً للاختصار، لن أتطرق إلى أمور كثيرة في مقالة الدكتور متري حيث أخلص أخيراً إلى ما يأتي: قوانين المطبوعات المرعيّة الإجراء تحدّد مهلة ثلاثة أشهر للاعتراض على مطبوعة ما وذلك ابتداءً من تاريخ صدورها. وبما أن هذه المدة كانت قد انقضت عندما نشر الدكتور متري نبهان مقالته، لذا لا يمكن وضع المقالة المذكورة إلا في خانة القدح والذّم والتشهير والتجريح. وإذ نربأ بأنفسنا أن نصل بالدكتور متري إلى متاهات أروقة القضاء ــــ وهو القيمة الثقافية والعلميّة والأكاديمية النفيسة ـــ نأمل أن يعود إلى أصالته ويترفع عن هذه الصغائر المفترية.