الكفير ــ عساف أبو رحاللم يوفق أهالي بلدة الكفير بالبئر الارتوازية، المصدر الأساس الذي يغذي البلدة بالمياه. مع أنها البئر السادسة التي حُفرت، بتمويل من مجلس الجنوب، وتدشينه منذ سنوات قليلة. فمنذ أيام قليلة تفاجأ أهالي البلدة بمياه سوداء اللون خلال استخدامهم لها داخل منازلهم، فبادروا فوراً إلى إفراغ خزانات منازلهم، وغسلها جيداً استعداداً لتخزينها بالمياه التي يشترونها بسعر 20 ألف ليرة للصهريج الواحد. لا أحد يدري كم ستستمر هذه الحال، لأن البلدية تنتظر معجزة إلهية قد تحدث تغييراً مفاجئاً في باطن الأرض، يعيد مياه البئر إلى حالها السابقة دون المرور بفحوص مخبرية تظهر نوع التلوث ونسبته، لتحديد مصادرها والتعامل معها، وبالتالي إبعاد مخاطرها عن أهالي البلدة. مياه البئر تميل إلى السواد، وتنبعث منها روائح كريهة، ما يقطع الشك باليقين أن نسبة التلوث مرتفعة جداً، وخصوصاً بعد أسبوع من الضخ المتواصل خارجاً. والبلدية لم تتخذ قراراً حتى الساعة بإرسال عينات إلى مختبر لإجراء الفحوصات والتحاليل، لاقتناع البعض فيها بأن هذه الخطوة لن توصل إلى نتيجة. البعض يشير إلى أن التلوث ناتج من عملية تسرب زيبار الزيتون إلى باطن الأرض، من خمس معاصر في بلدتي الكفير والخلوات، تصب زيبارها بطريقة عشوائية لا تراعي أبسط القواعد البيئية والصحية أو السلامة العامة. فيما البعض الآخر ينسب التلوث لمجرور الصرف الصحي لبلدة الخلوات القريبة، الذي يصب وسط الحقول والبساتين الزراعية، مخلّفاً كارثة بيئية منذ سنوات، بُذلت جهود كثيرة لإيجاد حل لها، لكنها لم توفق. لكن رئيس البلدية ميشال عبود يرى، جازماً، أن التلوث سببه زيبار الزيتون «في مثل هذا الوقت يطرأ تغيير على مياه البئر بالتزامن مع نشاط معاصر الزيتون، ثم تعود المياه إلى حالتها، والفحوص المخبرية أجرتها البلدية منذ سنتين ولم تتوصل إلى نتيجة، وستواصل ضخ المياه خارجاً لمدة يومين، وإذا لم نحصل على نتيجة فسنوقف العمل بالبئر، ونستعيض عنها بمصادر سطحية شحيحة قد لا تفي حاجة البلدة». وطالب مختار البلدة فواز صقر البلدية بضرورة إجراء تحاليل مخبرية، لأن الخطر يهدد جميع الأهالي، وقال: «هناك مصادر عدة للتلوث تبرز مفاعيلها مع بداية هطول الأمطار، والبئر الحالية تستخدم مياهها للاستعمال المنزلي لأنها غير صالحة للشرب، ووقف العمل بها يلقي على الأهالي عبئاً جديداً هم بغنى عنه». أما أهالي البلدة فلا حيلة لهم من هذا الأمر، جميعهم متساوون أمام أذية يمكن للبلدية تفاديها أو على الأقل معالجتها قدر الإمكان، ريثما تتفجر الينابيع السطحية، وعندها يمكن الاستغناء عن هذه البئر التي تستنزف قسطاً كبيراً من إمكانات البلدية، وتهدد حياة الأهالي بالخطر.