دوحة عرمون ــ عامر ملاعبكثرت شكاوى أهالي تلاميذ «ثانوية رفيق الحريري الرسمية» في دوحة عرمون من تأخر العام الدراسي في المدرسة التي تقع في منطقة تحوي عشرات المدارس الخاصة وليس فيها مدرسة رسمية. ويعود السبب إلى عدم انتهاء العمل بالمبنى المدرسي. إذ تنتشر الحفريات في ملعب المدرسة إلى جانب وجود عدد من العمال والمهندسين. ويمضي تلامذة المدرسة الـ700 نهاراتهم على صوت هدير الآليات والسيارات التي تعمل في الملعب. ويشكو والد أحد التلاميذ، الذي رفض ذكر اسمه، من أنّ «الحالة الاقتصادية الصعبة أجبرتنا على تسجيل الأولاد في المدرسة، ونحن نسكن في المنطقة. لكن التأخير في بدء العام الدراسي جعلنا نخاف على مستقبلهم هذا العام وهم يعودون كل يوم من المدرسة كأنهم عائدون من ورشة بناء». ويعزو رئيس «جمعية سواعد البيئة»، سهيل مكحل، التي تسهم في إنشاء المدرسة، افتتاحها قبل انتهاء العمل بها إلى حاجة المنطقة الكبيرة إلى المدرسة الرسمية. وتعود فكرة إنشاء المدرسة إلى 2003 عندما قدمت بلدية الشويفات قطعة الأرض، وأسهم رئيس الوزراء آنذاك رفيق الحريري بتوفير التمويل من البنك الدولي، كما يؤكد مكحل. ويعزو مكحل التأخير في إنهاء أعمال البناء إلى نقص في العمالة الفنية، ويضيف أنّ ملاعب المدرسة المغلقة أصبحت جاهزة، فيما ينتهي العمل قريباً بالصفوف والمداخل.
مقابل التعرّض اليومي لما ينتج من ورشة البناء، سيتمتع التلاميذ مستقبلاً بمدرسة يحسدهم عليها الجميع. فقد أكد عضو «جمعية سواعد البيئة»، هشام طالب، أنّ الجمعية تطمح إلى تحويل الثانوية الرسمية إلى مدرسة نموذجية في المستقبل عبر إنشاء «المركز الأكاديمي للبيئة» كمركز أبحاث لتلاميذ المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وسيخدم المركز أيضاً كمكان للتعرف إلى الطبيعة بمجسمات تماثل الطبيعة من جبال وأودية وشلالات مياه ومدن وأحراج، إلى جانب إنشاء «متحف التاريخ الطبيعي» الذي سيحتوي على حيوانات محنّطة وحشرات. ويؤكد طالب نية الجمعية تحويل مساحة من الأرض خارج المبنى إلى بقعة بيئية من نبات وأشجار وطيور، تضاف إليها بعض الحيوانات، إلى جانب بئر مياه وأقنية مياه تقليدية وجسر حجري كي تتماثل المنطقة مع الطبيعة اللبنانية، و«لتعريف الطلاب إلى مخاطر الكوارث البيئية وأهمية العودة إلى الطبيعة».