لا تزال قضية البحث عن عبد الرحمن عوض أولوية في العلاقة الأمنية بمخيّم عين الحلوة، وخاصة بعصبة الأنصار التي تؤّكد انقطاع الاتصال بينها وبين الرجل المطلوب، فيما يؤكّد أمنيون أنه لا يزال داخل المخيم
حسن علّيق
ذكر مرجع أمنيّ رفيع لـ«الأخبار» أن الاجتماع بين عصبة الأنصار وضبّاط في استخبارات الجيش رهن بتطوّر موقف العصبة من قضيّة تسليم الأمير المفترض لتنظيم «فتح الإسلام» عبد الرحمن عوض، وخاصة لناحية إظهار رأي موحّد داخلها في شأن التعامل مع عوض. وأشار المرجع إلى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعرف مكان عوض في عين الحلوة وتصرّ على تسلّمه وتقديمه للعدالة. وأكّد أن العصبة أبلغت السلطات اللبنانية بأنها ستسلّمها عوض فور القبض عليه، مشيراً إلى وجود اتصالات لإنهاء ملفّ عوض والمطلوبين، وعدم تظهيرها في الإعلام لا يعني عدم وجودها.
وبعد ظهر أمس، سرت شائعة تتحدّث عن عقد لقاء بين ممثّلين عن عصبة الأنصار واستخبارات الجيش في ثكنة محمد زغيب في صيدا، إلا أن مسؤولين أمنيّين لبنانيّين نفوا حصول هذا الأمر. وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ ماهر حمود أن الاجتماع بين الجيش والعصبة «لا يزال فكرة لم تتبلور بعد. وعدم وجود أيّ تطور بارز يجعل الاجتماع يتأخر».
وأشار مصدر مطّلع على العلاقات بين الجيش اللبناني والقوى الإسلامية في المخيم إلى وجود ثقة كبيرة بين الطرفين، مؤكّداً عدم إمكان «أن يكون أحد الأطراف عارفاً بمكان وجود أحد المطلوبين من دون أن يبادر إلى عمل ما تجاهه». وقال المصدر ذاته إن حصول اجتماع بين عصبة الأنصار واستخبارات الجيش اللبناني هو أمر طبيعي ضمن سياق العلاقة التي قامت بين الطرفين، مذكّراً بالاجتماعات التي حصلت سابقاً، وكان آخرها الذي عقد في المخيم يوم 15 آب 2008 بين ضبّاط من الاستخبارات وعدد من قادة التنظيم المذكور داخل مخيم عين الحلوة.
بمقابل ذلك، قالت مصادر فلسطينية واسعة الاطّلاع إن قيادة عصبة «الأنصار» تجيب كل من يسألها عن عوض بأن اتصالها به قد انقطع منذ أن توارى عن الأنظار عقب إعلان التلفزيون السوري عن تورّطه في تفجير دمشق، وخلافته لشاكر العبسي في إمارة «فتح الإسلام». وأضافت المصادر أن قيادة العصبة تشير إلى أن أحد الأشخاص كان يقوم بدور الوسيط بينها وبين عوض، لكن سرعان ما انقطع التواصل أيضاً بين الوسيط والأخير.
وأشارت المصادر إلى أن أبو محمد عوض انتهى كحالة ضاغطة على مخيّم عين الحلوة، «فهو، في حال بقائه في المخيّم متوارياً عن الأنظار، لن يتمكّن من التحرّك وتحدّي أيّ تنظيم في المخيّم، لا عصبة الأنصار ولا حركة فتح بمختلف أطيافها». وأكّدت المصادر أن المجموعة التي كانت تحيط بعوض لم تتعدّ 15 شخصاً في حدّها الأقصى، بينهم من كانوا قريبين منه ويدورون في الوقت عينه في فلك جماعة «جند الشام». ونفت المصادر ما قيل عن تحصّن عوض في مكان يحرسه أكثر من تسعين شخصاً، مشيرة إلى أن المطلوبين معه لا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص (أبرزهم الشيخ أسامة ش. ومحمد د. الملقّب بخردق وبلال أ. ع. ويوسف ش. وزياد أ. ن.). ورداً على سؤال قالت المصادر إن وضع المذكورين مختلف عن قضية عوض، ملمّحة إلى أن توقيفهم أسهل من الآخرين، رغم تواريهم عن الأنظار منذ اختفاء أمير التنظيم.
من ناحية أخرى، أكّد قياديّ فلسطينيّ بارز لـ«الأخبار» أنّ من سلّم نفسه لجماعة «اللينو» في فتح قبل يومين، ثم نقل إلى عهدة استخبارات الجيش، لا علاقة له بـ«فتح الإسلام»، وهو مطلوب بجرم إطلاق النار في الهواء.