إيلي شلهوبتركيبة باراك أوباما لإدارة ملفات السياسة الخارجية لا تحمل بشائر خير، وإن ضمت في صفوفها من يمكن تصنيفه تجاوزاً في خانة «المتعاطفين» مع القضية الفلسطينية. اختار فريقاً أمنياً يتشارك النهج نفسه: استخدام مختلف عناصر القوة الأميركية (العسكرية والدبلوماسية والاستخبارية والاقتصادية) «بمهارة وتوازن». وتعزيز نفوذ وزارة الخارجية وتورطها الميداني في ساحات الحروب، حيث التنمية ومساعدة السكان والتواصل معهم وفهم ثقافاتهم أحد العناصر المركزية لتحقيق النصر. الدول الفاشلة أكثر خطراً على أمن الولايات المتحدة من الدول العدوّة...
لكنه فريق تهدّد خلافات أعضائه ومواقفهم في سلسلة من الملفات، بعرقلة عمله وتقليص فاعليته، وخاصة حيال منطقة الشرق الأوسط، حيث المواجهة الأهم بين تيار مؤيد شرس لإسرائيل ومستعد لقصف إيران إذا تعرضت لها (هيلاري كلينتون، التي كانت أكثر توازناً عندما كانت «سيدة أولى»)، وبين آخر نقدي حيال الدولة العبرية وسياساتها حيال الفلسطينيين (جيمس جونز، ومعه المبعوث الخاص المزمع تعيينه للشرق الأوسط دان كيرتزر).
خلافات ليس من بينها العراق، حيث يبدو الجميع متفقاً على ضرورة الانسحاب، ولو تباينوا بشأن التوقيت، لمصلحة أفغانستان وباكستان. لعل هذه ستكون مهمة روبرت غيتس (ومعه الجنرال ديفيد بيترايوس). وليس من بينها أيضاً إيران وسوريا، حيث هناك توافق على ضرورة الحوار معهما، ولو وجد تمايز في ما يتعلق بمقدّمات هذا الحوار وآلياته.
فريق من «الأقوياء» البراغماتيين أراده أوباما تعويضاً عن افتقاره إلى الخبرة في السياسة الخارجية. هو يراهن على قدرته في إدارة تناقضاتهم على قاعدة «أنا الرئيس الذي سيضع السياسة التي سينفذها هذا الفريق»، وعلى جونز، صاحب الشخصية القوية، الذي سيتولى تنسيق المواقف والاجتهادات المختلفة في ما بينهم. تركيبة اختارها بعناية لغايات متعددة، لعل الصراعات الداخلية كانت في مقدمتها: كلينتون لضمان وحدة الحزب الديموقراطي واتّقاء شر معسكرها، وغيتس لمد الجسور مع الجمهوريين، وجونز لإعادة ترتيب العلاقة مع العسكر. المشكلة فيها قد تكون منحصرة في منافسته السابقة الطامحة إلى البيت الأبيض. منافسة تجعلها تتعامل معه بندية وتسعى إلى التمايز عنه. وطموح يدفع بها لأن تكون أكثر شراسة في الدفاع عن... إسرائيل.