■ تصفح الإنترنت، وممارسة الألعاب الإلكترونية وقضاء بعض الوقت في مواقع العلاقات الاجتماعية، كلها أنشطة مهمة لنمو المراهق حسب دراسة موسعة عن استخدام الإنترنت. ولعل هذا التقرير يتناقض مع الاعتقاد السائد لدى عدد من الآباء والمعلمين بأن مثل هذه الأنشطة تمثل مضيعة للوقت، أو أنها تجعل المراهق يهرب من الدرس والحوارات مع الأهل إلى العوالم الافتراضية. في حوار نشرته شبكة «بي بي سي» في موقعها الإلكتروني، قالت الدكتورة ميمي إيتو مؤلفة التقرير: «إنهم يتعلمون المهارات التقنية الضرورية في عالمنا المعاصر. إنهم يتعلمون كيف يتواصلون عبر الإنترنت، كيف ينشئون هوية اجتماعية. كل هذه المهارات كانت تصنّف في خانة الكفاءات المعقدة قبل عشر سنوات، لكن الشبان الآن يرونها من باب البديهيات».وقالت أيضاً إن الدراسة كشفت عن أن مواقع مثل فيسبوك أو مي سبيس حلت محل فضاءات اجتماعية من قبيل المتنزّهات وأماكن التسوق والشارع، لبناء علاقات اجتماعية. كما أن شبكة الإنترنت أتاحت لعدد من أفراد العينة مجالاً «للانفتاح والإبداع». وقد شارك في هذه الدراسة التي استغرقت ثلاث سنوات، 800 مراهق وأقاربهم. وخضع هؤلاء للملاحظة طيلة ما مجموعه 5 آلاف ساعة. وموّلت مؤسسة «ماك آرثر» هذه الدراسة التي تدخل في مشروع متكامل عن التعلم ووسائل الإعلام الرقمية، تقدر كلفته بـ50 مليون دولار. وكان هدف الدراسة، واسمها مشروع الشباب الرقمي، هو التوصل إلى «رؤية إثنوغرافية عن الطريقة التي ينهجها الأطفال للتعلم والتسلية وربط علاقات اجتماعية».