خالد صاغية«بسبب الحوادث التي حصلت في كليّة العلوم الاجتماعية ووضعت الجامعة وميثاقها وأمن الأشخاص في الحرم الجامعي على المحكّ، قرّر رئيس الجامعة، بناءً على طلب من المسؤولين في هذا الحرم، وبعد تدخّل المجلس التأديبي، واستناداً إلى ميثاق الجامعة وبناءً على طلب مسؤولي الهيئات الطالبية وموافقتهم، قرّر وقف العمل والنشاط السياسي في كل فروع الجامعة». هذا بيان صادر عن الجامعة اليسوعيّة التي أنهت أخيراً انتخاباتها الطالبيّة. وكانت الجامعة اللبنانية قد سبقتها وقامت بما هو أقسى، فألغت انتخاباتها الطالبيّة.
ما لم تطهّره الحرب الأهلية، تكفّلت به السنوات الثلاث المنصرمة. وبقيت بعض الجامعات، لا كلّها، مساحة اختلاط فريدة. لكن ثمّة من يريد الانتقام من هذا الاختلاط:
ـــــ بعد صدور نتائج الانتخابات في أكثر من جامعة، بدأت بعض الأطراف السياسية وبعض الإعلام عرض جداول تظهر انتماءات الطلاب الطائفية داخل كلّ فرع، لمعرفة ما إذا كان الطلاب المسلمون هم الذين صوّتوا لممثّل هذا التيّار أو ذاك، أم هم الطلاب المسيحيون.
ـــــ شهدت بعض الفروع نزوحاً إلى فروع أخرى، لأسباب سياسية ـــــ طائفية.
ـــــ اتّهمت أحزاب سياسية أحزاباً أخرى بمحاولة التسلّل عبر الجامعات، فبات تسجيل طلاب من طائفة معيّنة في جامعة يقع حَرَمها في منطقة ينتمي معظم سكانها إلى طائفة أخرى، عملاً غير مرغوب فيه. دعوة مفضوحة للتطهير الطائفي داخل الجامعات.
ـــــ حصلت إشكالات متنقّلة بين الطلاب في أكثر من جامعة وأكثر من منطقة.
ماذا بعد؟ هل ثمّة حَكَم في الملعب؟ هل من قوانين أصلاً لهذه اللعبة؟ هل من مدّة للمباراة؟ نصف ساعة، ساعة، سنة، ثلاث سنوات، أربع، أم اللعب مفتوح؟ ألم يتعب اللاعبون؟ فليرتاحوا قليلاً، ويرسلوا لنا الاحتياط.
حين يصبح وضع الجامعات على هذا النحو، يتساءل المرء عن جدوى الانتخابات النيابية، وعن جدوى البحث عن أفراد يُسقطون أوراقهم الصغيرة داخل صندوق الاقتراع. من أين سيأتي هؤلاء الأفراد؟