الياس كرباج ناضل بيار الجميل الأب بكل ما أوتي من زخم وعنفوان وطني، في سبيل استقلال لبنان ووحدته والشراكة الوطنية فيه، وخاض حرباً ضروساً ضد مشروع التوطين الفلسطيني في لبنان، ذهب ضحيتها آلاف من شهداء الكتائب والمسيحيين، كما وقف بعناد ضد كل مشاريع الفدرلة والكانتونات والتقسيم، لأنها تؤدي إلى التوطين. وجاء ابنه بشير ليكمل هذا الإرث التاريخي وليضيف إليه إرثاً جديداً هو: لبنان الـ10452 كلم لكل أبنائه، واستشهد في سبيل هذا الإرث بعدما وعد اللبنانيين بالمحافظة على لبنان التعددي والشراكة الوطنية. ماذا حدث اليوم؟ لماذا يطرح أمين الجميل مشروع الفدرالية الآن؟ هذا ما لم نفهمه من مزاجية هذا الرجل الذي وجب عليه أن يكون أميناًَ على هذا الإرث! لأن ما سمعناه في خطابه الأخير يجعلنا نتساءل: لماذا إذاً كل هذه الحروب التي خاضها حزب الكتائب ضد مشاريع الفدرلة والتوطين والتقسيم والكانتونات؟
ألم يكن أجدر بهذا الأمين أن يطرح فكرة هذا المشروع آنذاك، ويجنب لبنان كل هذه الخسائر والويلات على هذا الوطن؟ أم يريد أن يقول لنا إن والده وشقيقه والحزب كانوا على خطأ، وإن الإرث الذي ورثه جاء في غير مكانه وزمانه فوجب تصفيته.
يا أيها الأمين ألم تقرأ التاريخ وتتعلم من تجارب الماضي؟
ألم تدرك بعد أن مشروع الفدرالية الذي طرحه سمير جعجع قد أثبت فشله، وهو سيفشل حاضراً ومستقبلاً حتماً، ويذهب بطارحه إلى غياهب الماضي كما حدث لجعجع؟
لا أيها الأمين وألف لا، لن نسمح لك بأن تفرط بهذا الإرث الوطني، وتكرر تاريخ سمير جعجع الذي رفضناه، ولم ننسَ مصائبه وويلاته التي حفرت في ذاكرة التاريخ.
لا أيها الأمين، لن نسمح لك بأن تعيد إلى ذاكرتنا مشروعاً مات ودفن وأصبح من الماضي، وسنقاتل كما قاتلنا سواك من الذين طرحوه؟
نحن الوطنيين المسيحيين الشرفاء والشركاء في الوطن، نريد أن يكون لبنان واحداً موحداً بطوائفه ومذاهبه، ولا نريد تهجيراً مسيحياً من البقاع والشمالي والجنوب، ولا التقوقع والانعزال في جبل لبنان المسيحي الفدرالي.