قمت أمس بزيارات واتصالات عديدة لأشخاص على خصام واختلاف تام معهم، منهم من أعرفهم ومنهم من تعرّفت إليهم.زرت عدداً من الأقارب المهووسين بالمال والدِّين، ولا أعرف كيف يوفّقون بين الأمرين أو الأمَرَّين. جلست عندهم، وشربنا القهوة كأننا لم نتشاجر يوماً، وكأنهم لم يهدّدوني بإدخالي السجن إذا اقتربت من الأراضي التي تركها جدّي.
ثم التقيت ببعض أصدقاء الدراسة، الذين «تطبّشت» معهم في أحد الأيام على خلفية شعارات سياسية. لم يعر أحد منّا اهتماماً للآثار التي تركها بعضنا على أجساد بعض من كثرة «الخبيط». فوجئوا بي، ثم جلسنا ودردشنا كما أيام الدراسة، علّقنا على فلان وهزئنا بآخر ارتبط بإحدى الفتيات.
انتهت الجلسة، فتوجّهت إلى وسط بيروت، الذي لم أزره منذ أعوام. أمضيت وقتي بين المقاهي واقتربت من زبائنها الدائمين الذين تفوح منهم رائحة الدولارات والسجائر. هنّأتهم على ما حقّقوه في الحياة وعلى الرخاء الذي ورثوه أو اختلسوه من غيرهم.
شرّجت هاتفي، واتّصلت بالفتيات اللواتي تخلّين عني خلال السنوات الماضية. قلت لهنّ جميعاً إنني لا أزال أعشقهنّ وإنني مستعدّ للتنازل عن أي شيء مقابل أن يَعُدْن إليّ.
انتهى الليل على هذه الحال، وانتهى معه عيد القديسة بربارة. اليوم خلعت قناع الأمس. أدركت أن لا شيء تغيّر وأنني لا أزال أكره أقاربي وأصدقاء الدراسة والفتيات اللواتي تخلّين عنّي.
نادر...