بر الياس ــ نقولا أبو رجيلييغرق سوق بر الياس ـ قضاء زحلة، الذي يحتل جانبي الطريق الدولية التي تربط بين شتورا ونقطة المصنع الحدودية، في العتمة، منذ أكثر من 3 سنوات مضت، حين خرجت القوات السورية من لبنان. عتمة لم تكسرها أضواء زينة يحمّل أصحاب المحالّ البلدية مسؤولية غيابها. «شاطرين يرفعو اليافطات وصور الزعماء بالمهرجانات السياسية بس»، كما يقول صاحب محل بيع الأحذية، عبد السلام الحشيمي، مشيراً بيده إلى السوق الميّت، قائلاً: «شوف، كأنه يوم عادي. الله يغيّر هالحال وتنفرج الناس»، لافتاً إلى مساوئ «تسييس لقمة العيش، من خلال قيام معظم المواطنين بشراء حاجاتهم بحسب الانتماء السياسي والطائفي لأصحاب المحالّ». يعيد البعض حالة الإهمال إلى عدم وجود لجنة تجار في بر الياس. يشرحها أحد أصحاب المحال، صالح الناطور، بالقول: «الخطوة اليتيمة في هذا الاتجاه كانت عام 2007، حين جمع بعض التجّار مبالغ مالية من أصحاب المحالّ بهدف تحسين أوضاع السوق من كل النواحي، لكن الموضوع انتهى هنا، وتبخّرت الأموال». وصف الناطور حال السوق بـ«حارة كل مين إيدو إلو»، تغيب عنها البلدية «التي لم تفِ بوعود كانت قد تعهدت تنفيذها، مثل زرع الأشجار على الأرصفة الممتدة على طول الطريق مقابل المحالّ التجارية، ليقتصر نشاطها على تعليق بعض المجسّمات الحديدية على شكل هلال أنيرت لموسم واحد لم يتكرّر». أما الأهالي، فحالهم من حال أصحاب المحال. «دفعت 300 ألف ليرة، لأطفالي الثلاثة، والحبل على الجرار»، كما تقول منال الميس حرب، التي لا يكفي راتبها، وهي مدرّسة متعاقدة في إحدى المدارس الرسمية لتوفير مصروف منزلها، بعدما طرد زوجها من إحدى المدارس الخاصة بسبب انتمائه السياسي. بينما تقصد شفيقة إدريس، التي تعمل موظفة في سوبر ماركت، ولا يتجاوز راتبها الحد الأدنى للأجور، محلاً لبيع الألبسة المستعملة، إذ ليس بمقدورها ابتياع ثياب من المحالّ التي تبيع بضاعتها الجيدة بأسعار مرتفعة، وخصوصاً إذا كانت ألبسة جلدية. يتدخّل هنا صاحب المحل، فريج كاراكيشيشيان ليوضح أن «معظم زبائنه هم من الفقراء وذوي الدخل المحدود»، لافتاً إلى أنه رغم عدم رفعه أسعار الألبسة المستعملة خلال فترة الأعياد، إلا أن الأسواق تشهد حركة خفيفة، لكن مقبولة نسبيًا» بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردّية.