خضر سلامةانتهت الانتخابات إذاً. أغلقت الصناديق وعاد جميع الطلاب إلى صفوفهم. لم يسرب أي طالبٍ إلى المستشفى لتضميد رأسه الذي يحتاج إليه عادةً للدراسة لا لمناطحة طالبٍ آخر. كما لم تجرجر الشرطة أحداً من الطلاب وأصدقائهم إلى المخفر بسبب تطوّرٍ بشري معاكس طرأ على السلّم الدارويني... والأهم أنه لم تسجل آذاننا كاسيتات كئيبة مثل «مش عارف حالك مع مين عم تحكي؟» أو مثلاً «دق للشباب في مشكل» أو «بدّي كسّر أكبر راس»... كما لم «تمسح الأرض» بأي حزبٍ أو فئة أو مذهب.
بقي الطلاب طلاباً، مكرّمين محميين بقوانين توارثوا جيلاً بعد جيل فن الحفاظ عليها، وبقيت الجامعة جامعة، لا «جامعاً» ولا «مجموعة». بقيت الشعارات السياسية وصور الزعماء وأسماء الأحزاب رهناً بمعادلات المحاسبة الشعبية والحسابات المطلبية وحرمة الدراسة. وفي النهاية ابتسم الجميع لالتقاط صورة تذكارية، في انتخابات عادية لجامعة عادية، في بلد عادي يضم مئات الجنسيات والأعراق والأحزاب والطوائف.. وقانوناً واحداً.