◄ قبل أن يستقر بك القطار في محطته الأخيرة في البندقية، ستمر بمدينة لا تحظى بشهرة كبيرة رغم جمالها، إنها بادوا أو بلدة القديس أنطونيوس البادوفي المجاورة لنهر باتشيليوني.
◄ عاشت بادوا تحت سيطرة حكام البندقية عقوداً طويلة، وامتد حكم هؤلاء من عام 1405 إلى عام 1797، وإن تخللتها فترات من الحكم الذاتي، أو سيطرة سلالة أخرى على البلدة.
◄ ومن أشهر مراكز العبادة فيها هي بالطبع بازيليك سان أنطونيو المُشيّدة عند أحد مداخل البلدة، ويسميها أبناء البلدة «أيل سانتو» (Il Sento)، وقد بدأت أعمال بنائها عام 1230، ومرت عملية التشييد بمراحل عديدة، لتأخذ شكلها النهائي بعد عقود عدة، وقد عمل فنانون كبار، رسامون ونحاتون، على تطيين جدرانها، منهم سانسوفينو وفولكونيتو.

◄ «قصر العقل» واحد من أجمل القصور التي احتضنتها المدينة، وهو أحد «قصور العقل» التي شُيدت في مدن الشمال الإيطالي. وتنتمي إلى نمط معماري اشتهرت به المرافق العامة في تلك المنطقة في عصر النهضة، وقد اعتمد هذا القصر مكاناً للحياة الرسمية يجتمع فيه ممثلو الإدارات العامة والنبلاء.

◄ وسط مدينة بادوا يحتضن بالطبع ساحات ونوافير ومطاعم ومقاهيَ، وهو يحتضن أيضاً مبانيَ تاريخية ودار الأوبرا ومركز التعليم الموسيقي. لكن قلب المدينة يختلف عن أحياء الأطراف التي تبدو أشبه بأحياء القرى المنظمة، فيلات صغيرة تلاصق غابات وحدائق عامة وتجاورها.

◄ إذا زرت بادوا فلا تنسَ أن تتذوق البوظة التي تُقدم في مقاهيها، على أي حال الجلسة في أي مقهى في إحدى ساحات المدينة ستكون ممتعة، فهذه المدينة، كأي مدينة إيطالية أخرى، تجمع الفنانين في الساحات مساء، بعضهم يرسم، والبعض الآخر يغني، وستقع على من يدعوك إلى رقصة أو يناولك وردة.