بسام القنطاراختارت شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية، ومؤسسة فورد والجامعة اللبنانية، التشارك في تنظيم ورشة عمل إقليمية عرضت فيها نتائج دراسة أجرتها الجامعة اللبنانية عن «رصد أثر برامج حقوق الإنسان في تعديل نظام القيم الثقافية في لبنان».
وفيما غاب عن الجلسة الافتتاحية رئيس الجامعة اللبنانية، زهير شكر، من دون توضيح الأسباب، تولى مدير شبكة المنظمات العربية، زياد عبد الصمد طرح الأسئلة على 50 مشاركاً من 8 دول عربية أهمها: لماذا لا يضطلع المجتمع المدني بدور فاعل في رصد انتهاكات حقوق الإنسان في العالم العربي؟ مَن يحمي نشطاء حقوق الإنسان؟ هل يمكن تقويم دور المنظمات الحقوقية في التوعية ونشر ثقافة جديدة لحقوق الإنسان وتقويم لعملها؟ أسئلة أضاف إليها مدير المكتب الإقليمي للمفوض السامي لحقوق الإنسان فاتح عزام، تحدياً جديداً هو تحرر المجتمع العربي من مختلف أشكال القيود. بدورها استعرضت د. فهمية شرف الدين نتائج الدراسة التي شارك فيها د. بتول يحفوفي ود. أكرم سكرية ونزار أبو جودة، وهدفت إلى قياس أثر برامج منظمات حقوق الإنسان وأنشطتها منذ التسعينيات إلى عام 2005 في تعديل نظام القيم الثقافية في المجتمع اللبناني. وشددت شرف الدين على ضرورة التمييز بين التقويم الذي يتوخى أثر الأنشطة المباشر، وقياس الأثر الذي يستلزم أدوات أخرى أهمها التدريب المستمر والمتابعة. كذلك أوصت الدراسة بضرورة تعزيز ونشر قيم وثقافة حقوق الإنسان في البرامج التعليمية وتحويلها إلى مطلب اجتماعي. وخلال جلسة النقاش، أثنى عبد الباسط بن حسن من مؤسسة «فورد» على الدراسة، مشيراً إلى أن مسألة قياس الأثر بالغة الأهمية في مجال حقوق الإنسان، وغالباً لا يحب الناشطين العرب سماعها. أما يسري مصطفى، من مصر، فشدد على أن هناك ثقافة مرتكزة على حقوق الإنسان، وليس هناك ثقافة حقوق الإنسان. وتشارك عدد من المداخلين في التركيز على موضوع التمويل والجهات المانحة ودورها في عمل منظمات حقوق الإنسان في العالم العربي.
هذا وتستمر الورشة اليوم، لتعرض وجهة نظر عدد من ناشطي حقوق الإنسان في كل من مصر والبحرين والمغرب واليمن وفلسطين، على أن تخلص إلى توصيات تعزز قدرات الجمعيات وعملية التقويم ورصد الأثر.