دمشق ــ خليل صويلحشهد «نينار» منذ افتتاحه، قبل نحو سنتين، معارض تشكيلية وحفلات تواقيع كتب وسجالات ثقافية، غالباً ما تنتهي بأشجان شخصية، قد يبددها صوت أحدهم بأغنية مجروحة عن العزلة والغياب، فينضم ما بقي من الرواد إلى مائدة واحدة، يستمعون إلى صوت الملحن العراقي كوكب حمزة العائد من منفاه الأوروبي، أو إلى قصيدة كتبها أحدهم قبل قليل، أو ينصتون إلى مكابدات عشاق خائبين.
كاتب السيناريو نجيب نصير أول من اكتشف «نينار»، وإذا بجحافل السهارى تتسرب إلى المكان الجديد، ليصير آخر قلاعهم المحررة: خالد خليفة، مجد حيدر، فارس الحلو، جبر علوان، رشا عمران، حازم العظمة، وجيل من شعراء متمردين وجدوا في الوجوه «المعولمة» أسباباً إضافية لاقتحام المكان وتسجيل الذكريات.
الخزّاف عماد صبري انهمك برسوماته على الأطباق: أسماك وطيور وحروف عربية، قبل أن يعلّقها على جدران «نينار» في معرض بعنوان «صحون ليست للأكل».
سائقو التاكسي الذين ينتظرون على الرصيف المجاور حفظوا ملامح الوجوه وعناوين أصحابها، لذلك فهم ليسوا في حاجة إلى السؤال عن وجهة الطريق.