كل شيء في الأزمات ممكن ومباح. يُروى أن لعبة «مونوبولي» ولدت في الولايات المتحدة خلال أزمة 1929 الاقتصادية، يوم ازداد عدد العاطلين من العمل، فتحولت هذه اللعبة إلى التسلية الأكثر رواجاً، بها يُقتل الملل وتتحقق أحلام الفقراء بامتلاك البيوت والعقارات... ولو على خريطة كرتونية. الأزمة الاقتصادية التي بدأت تهدد معظم دول العالم ـــــ والمرشحة بالطبع للتفاقم ـــــ تدفع كثيرين إلى ابتكار أفكار وتجارات تجعل الناس يشعرون بأن الأزمة لن تقضي على الكماليات في الحياة.سيل الأفكار انطلق من مدينة نانت الفرنسية أخيراً، إذ راح صاحبا مطعم في المدينة، وهما دافيد برنار (22 عاماً) وماري جفريو (27 عاماً) يقدمان في مطعمهما Etage كل ثلاثاء، «طبق الأزمة»، وتُباع الوجبة بنحو 3,5 يورو. تتألف الوجبة من طبق رئيسي وحلويات. الأسبوع الماضي قُدِّم الدجاج بالكاري على الطريقة التايلاندية، إضافة إلى سلطة الفاكهة.
مطعم Etage افتُتح قبل نحو عامين، وكان يعج بالزبائن ظهراً ومساءً، ولم يكن عدد مرتاديه مساءً يقل عن 30 زبوناً، ولكن منذ بدء تداول الأخبار عن الأزمة الاقتصادية، انخفض عدد مرتادي المطاعم عموماً في الدول الغنية، وفق برنار الذي لفت إلى أن عدد الزبائن قد لا يتجاوز زبونين في الكثير من الليالي، ليرتفع العدد قليلاً خلال فرصة نهاية الأسبوع.
برنار وشريكته لم يستسلما للحظ السيئ، وحاولا التغلب على هذه الأزمة من خلال وسائل متعددة، إلى أن أطلقا «طبق الأزمة» الذي يبدو أنه أعاد إلى هذا المطعم بعض بريقه، وصار الزبائن يترددون إليه في مختلف الأيام.