إبراهيم الأمينالموقف الذي أطلقه الوزير طلال أرسلان معلناً تعليق التفاهم بينه وبين النائب وليد جنبلاط، قد يلقى سلسلة كبيرة من التفسيرات ربطاً بأنّ في لبنان قوى ترفض أن يكون لبعض القيادات موقفها الخاص، وسيخرج غداً من يعتبر كلام أرسلان رسالة من سوريا أو من حزب الله، تماماً كما يعبّر جنبلاط نفسه مراراً عندما يفسّر عدم قبول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاجتماع به بأنه تعبير عن خضوع الحزب لقرار سوري بمقاطعة جنبلاط.
ومع ذلك فإن المسألة لا تتعلق فقط بالحادث الذي تعرّض له الوزير السابق وئام وهاب في كفرحيم. بل إن أرسلان كان واضحاً في قوله إنه لن يقبل بنصف تفاهم أو بتفاهم يُصرف على جانب واحد من الحقل. ويعرف كثيرون في هذا المجال أنّ أرسلان كان أحد الذين أسهموا بحقن الدماء في الجبل، سواء بين أبناء الجبل أنفسهم أو بينهم وبين آخرين كحزب الله. وربما كان على جنبلاط وأنصاره شكر أرسلان على موقفه وسلوكه في أيار الماضي، بدل محاولة استغلاله بطريقة سخيفة لم يقدر أرسلان نفسه على تحمّلها، رغم أن جنبلاط يحاول بين الوقت والآخر مقايضة ارسلان بأن عليه تحمّل هذا الوضع حتى يترك له مقعداً في لائحة عاليه.
ولكي يستوي الأمر عند حدود معيّنة، فإن ما قاله ارسلان يعبّر عن أزمة تخصّ قوى المعارضة في طريقة تعاملها مع جنبلاط، الذي يبدو أنه شعر بعد أحداث 7 أيار بأنه يمكنه تكرار أسلوبه الممجوج في الذهاب والإياب حيث يريد وما على الآخرين إلا الترحيب به.
يبقى أمر أخير، وهو هل البحث عن العدالة ورفض العنف ـ تعبيراً عن موقف سياسي ـ أمر يخص فئة دون أخرى، وهل يمكن إعلاميّي آل الحريري أن يشرحوا لنا ما هو موقفهم من اعتداء أنصار جنبلاط على وهاب، أم دم الأخير مهدور الى يوم الدين؟