ديما شريفيفرض بعض المسؤولين عن إدارة المساكن الطلابية شروطاً تعجيزية أحياناً على الطلاب، تكون أقسى من تلك الموجودة في منازل أهلهم. فتطلب الراهبة المسؤولة عن سكن طلابي مخصص للفتيات مثلاً من الطالبات ارتداء لباس محتشم داخل السكن (!)، عدم التدخين وعدم التأخر بعد التاسعة ليلاً وهو موعد إقفال الأبواب. فتمنع الفتيات من التنقل بين المباني المختلفة للسكن، وهنّ يلبسن «شورت». وقد اضطرت إحدى الطالبات التي تأخرت في «مشوار» مع أخيها إلى الكذب على الراهبة والادعاء بأنّ شقيقها كان في المستشفى حتى تسمح لها بالدخول بعد تأخر دام ساعتين عن موعد حظر التجوال. وتستعد الراهبة حالياً لطرد إحدى الفتيات بعدما ضبطت في غرفتها «نارجيلة». في سكن جامعي آخر يستطيع الأهل وضع شروطهم الخاصة. فبإمكانهم مثلاً أن يطلبوا من إدارة السكن إجبار ابنهم على العودة في وقت محدد تغلق على أثره الأبواب في وجهه. كذلك يجب وضع أسماء الزوّار مسبّقاً، حتى وصل الأمر إلى طلب معرفة اسم فتى التوصيل إذا طلب أحد الطلاب طعاماً من الخارج. وينتشر خارج كل باب مصعد في كل طبقة في المبنى حارس يتأكد من أسماء الزوار، بعد مرورهم على حاجز التفتيش الأول في مدخل المبنى.
أما أحد الملّاكين الذي حوّل شقتين يملكهما إلى سكن للطلاب فلا يضع وقتاً يحظر بعده التجوال ليلاً، إذ لا يمانع عودة الفتيات في الخامسة فجراً إلى المنزل، لكنّه يمنعهن من استقبال أشقائهم الذكور في المنزل ولو لزيارة قصيرة.