خفت الحديث عن عبد الغني جوهر، الذي يشتبه القضاء اللبناني في أنه أحد أبرز المتورّطين في تفجيرَي التل في طرابلس والبحصاص (آب وأيلول الماضيين) اللذين استهدفا جنوداً من الجيش اللبناني، فضلاً عن افتراض وجود معلومات في حوزته تتعلق بجريمة اغتيال الوزير بيار الجميل. وتتهم السلطات السورية جوهر بأنه أحد الضالعين في تفجير دمشق (أيلول الفائت).وقد تمكّن جوهر حتى اليوم من الإفلات مرتين من قبضة الأمن اللبناني. كانت المرة الأولى عندما دهمت قوة من فرع المعلومات منزل شقيقته في باب التبانة بطرابلس يوم 12 تشرين الأول الفائت. حينذاك، تقول الرواية الأمنية إن حشداً من أهالي المنطقة حاول عرقلة عمل القوة الداهمة، ما أدى إلى أن يشعر جوهر بما يجري التحضير له، فتمكّن من الفرار عبر أسطح البنايات.
وكشف مسؤول أمني رفيع أن آخر مكان كان فيه جوهر هو مخيم شاتيلا. ويوم 24 تشرين الثاني الماضي دهمت قوة من مديرية استخبارات الجيش المكان المشتبه فيه، لكنها لم تجد جوهر في داخله. لكن لماذا أفلت جوهر للمرة الثانية؟ يجيب أكثر من مسؤول أمني أن قوة من استخبارات الجيش أوقفت فجر 22 تشرين الثاني شاباً يدعى نبيل ع. في مخيم شاتيلا. والأخير مشتبه في انتمائه إلى «فتح الإسلام»، وكان شقيقه قد أوقِف قبل أيام في الشمال. ولما أوقفت القوى الأمنية نبيل، أحسّ جوهر ومضيفه في شاتيلا باقتراب الخطر، ففرّا في ليلة ممطرة إلى مكان مجهول. ويرفض المسؤولون الأمنيون المعنيون الإجابة عما إذا كانت لديهم أي إشارات عن مكان يحتمل وجود جوهر فيه، مشيرين إلى أنه يزيد من حذره الأمني كلما جرى التداول في قضيته إعلامياً. إلا أنهم يستبعدون إمكان خروجه من لبنان إلى سوريا، أو عبرها إلى العراق، لأن الأجهزة الأمنية السورية تبحث عنه بالجدية ذاتها التي تبحث عنه فيها الأجهزة الأمنية اللبنانية. أمّا أمير جوهر في التنظيم أبو محمد عوض، فلا تزال المعلومات المتقاطعة التي ترد إلى مديرية استخبارات الجيش وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي تؤكد وجوده في مخيم عين الحلوة، مع جميع أفراد مجموعته، والذين يتحرك عدد منهم بحرية في داخله.
(الأخبار)