اعتصم أمس طلاب الجامعة الأميركية تضامناً مع قطاع غزة. في الوقت نفسه كان «النادي الثقافي الجنوبي» يجمع تواقيع الطلاب على عريضة احتجاجاً على رفض الجامعة استقبال الأسير المحرر سمير القنطار
ديما شريف
«ماذا تنتظرون؟» عبارة ترافقت مع رسم لخريطة فلسطين وهي تنكمش منذ النكبة وحتى اليوم. كانت هذه إحدى اللافتات التي حملها طلاب الجامعة الأميركية في بيروت أمس في اعتصامهم التضامني مع سكان قطاع غزة. وقف الطلاب إذاً بصمت، مع كوفياتهم، يحملون لافتاتهم المنددة بالسكوت عن وضع غزة «اللاإنساني»، ليبدأوا أسبوعهم التضامني الذي يستمر اليوم وغداً مع عرض لثلاثة أفلام، ويكمل مع مسيرة شموع من أمام بوابة الجامعة حتى شارع الحمرا الخميس، وينتهي مع أمسية ثقافية تضامنية تتضمن غناءً وإلقاء شعر مساء الجمعة.
من وقت إلى آخر، كان المعتصمون ينادون زملاءهم المارين في المكان لينضموا إليهم. في أحد الجوانب تقف إحدى الفتيات بعيدة قليلاً عن الاعتصام، وتتضامن وحدها وترفض الجلوس مع باقي المعتصمين لأنّها تلبس اللون الأحمر وتراه غير مناسب. أحد الطلاب اختار أن يحمل صورة الصحافي «منتظر الزيدي» الذي رمى الرئيس الأميركي جورج بوش أول من أمس بحذائه، في مؤتمر صحافي في بغداد.
وشارك في الوقفة التضامنية طلاب من أربعة عشر نادياً في الجامعة، ينتمون إلى بعض أحزاب المعارضة، إلى جانب مشاركة «نادي التواصل» الذي ينتمي ناشطوه إلى منظمة الشباب التقدمي، وناشطين من بعض الأندية العربية. في المقابل، لم يشارك طلاب «نادي الحرية» الذين ينتمون إلى التيار الوطني الحر، في الاعتصام. ولو شارك طلاب القوات اللبنانية في الاعتصام وامتنع العونيون لكان الأمر غريباً. إذ أكد منظمو النشاط أنّ الطلاب القواتيين شاركوا في أول اجتماع تحضيري للنشاط، لكنهم عادوا وانسحبوا.
أمام «وست هول»، كان المشهد مختلفاً. تجمّع عدد من الطلاب أمام «ستاندات» بعض النوادي، منهم من يتبرع بالدم ومنهم من يسأل عن عشاء أحد النوادي. أما «النادي الثقافي الجنوبي» فقد تميّز بعريضة جمع عليها حتى الآن أكثر من مئتي توقيع من الطلاب، اعتراضاً على منع الجامعة النادي من تنظيم لقاء مع الأسير المحرر سمير القنطار. فقد طلب مسؤولو النادي الإذن بإقامة اللقاء قبل عطلة عيد الأضحى، فجاء الجواب بالرفض. وتذرعت الجامعة برفض مجلس الأمناء في نيويورك بإقامة النشاط لأنّه سياسي، ليصل إلى مسامع الطلاب لاحقاً خبر أنّ إدارة الجامعة تخاف من فقدانها التمويل من الكونغرس إذا استقبلت القنطار لكونه على لائحة الإرهاب الخاصة بمجلس الشيوخ الأميركي. ويستغرب رئيس «النادي الثقافي الجنوبي» رضى الموسوي عذر «النشاط السياسي» الذي استخدمته الجامعة، ويقترح إلغاء كلية العلوم السياسية من الجامعة كلها، سائلاً: «لماذا يدرّسون هذه المواد ويرفضون العمل السياسي؟». ويرى الموسوي أنّ الجامعة تتصرف باستنسابية، إذ أعطت دروعاً لمتخرجيها من وزراء في الحكومة الحالية نهاية تشرين الأول الماضي، وتتذرع بالاستقلالية، لكنّها تخضع لمعايير الكونغرس وشروطه. وسيستمر النادي في جمع التواقيع على العريضة إلى ما بعد عطلة رأس السنة الجديدة لجمع ألف توقيع على الأقل، ويقدمها إلى رئيس الجامعة. ويؤكد الموسوي أنّه سيكون هناك تصعيد للموقف حينها.