قاسم س. قاسمأنهت جمعية «نحن» ورشة العمل التي أقامتها في مقهى «ة مربوطة»، بهدف تعلم كيفية «إدارة حوار» بين المتخاصمين. على مدى يومين اجتمع ما يقارب 12 شاباً وشابة في مكتبة المقهى، حيث شرح أستاذ علم النفس، أحمد يوسف، العقبات التي تقف في وجه الحوار والتواصل اللذين لا يجريان بالشكل الصحيح بين الشباب اللبناني. سعت الورشة إلى تذليل تلك العقبات و«جعل الشبان، وقود الأزمات السياسية في لبنان، يلتقون من أجل الحوار»، كما عبّر مدير المشروع محمد أيوب. وعلى عكس ما هو معتاد في ورشات العمل التي تتسم بجدية، فإن المرح الذي أضفاه المشاركون والمحاضر نفسه جعل الأجواء أكثر حميمية بين الموجودين الذين التقوا «للمرة الأولى، لكننا شعرنا بأننا نعرف بعضنا منذ فترة رغم وجهات النظر المختلفة»، تقول طالبة الإذاعة والتلفزيون في الجامعة اللبنانية الأميركية منال صالح.
قُسّم برنامج العمل بطريقة سمحت للطلاب بممارسة ما تعلموه مباشرة بعد الدرس النظري الذي يتحوّل إلى تطبيقي. على رغم أنّ معظم المشاركين علمانيون، فقد أثيرت موضوعات عدة هي محطّ خلاف بينهم. والهدف؟ «تحسين عملية التواصل»، يقول المحاضر. لم تعجب نور نجّار الملتزم دينياً الموضوعات المطروحة. فبالنسبة إليه «الدين هو الذي يؤسس المجتمع» بينما رأى زملاؤه أن «المجتمع هو الذي أنشأ الأديان». استطاع نور بهدوء أعصابه وقدرته على الإقناع والبراهين التي قدمها «إسكاتنا، مع أنني لا أتفق مع توجهاته»، تقول رويدا مروة، المشاركة في ورشة العمل. لن تكون الورشة النشاط الأخير للجمعية، فالمهم هو «جمع الشباب اللبناني من مختلف المناطق والطوائف وتسخير قدراتهم التي يستغلها السياسيون في مآربهم وتحويلها إلى عمل اجتماعي يفيد المجتمع»، يقول أيوب. وعن مدى استفادة المشاركين من الدروس التي أخذوها توضح صالح «أنني أصبحت أفكر بالأمور من منحى آخر لم أكن آخذه بعين الاعتبار في السابق، وطريقة استيعابي للأمور باتت مختلفة الآن». أما رويدا مروة فهي تؤكد أنّ ما اكتسبته سوف يفيدها في اختصاصها المتعلق بالعلاقات الدولية». وعن تطبيقها لما تعلمته، تقول ضاحكة «سأبدأ بتطبيقه فور خروجي من هنا، وأول من سأطبقه عليه هو صاحب السرفيس».