كرم العبد المحسنقد لا يحق لي الحديث عن ستين عاماً لم أتنفس غير نصف هوائها، لكنه كان كافياً لينقل لي عدوى هاجس الصمت على المكاره، وقضم أظافري عند كلِّ مصيبة، نأياً بها عن تجميع ما تيسر من أوساخ رأسي. وتحسباً من أن تمثّل خطراً محدقاً بالبلاد إن طالت قليلاً. لكنني ما زلت هنا معكم... أعلم ما تسرّون وما كنتم تعلنون وتلعنون...
فأنا الملعون بوصية أحمق لم يتورع عن توزيع الوطن على أفواهٍ تلوك الياسمين إذا جاعت ولا تحصي إلا القتلى بسيوف العزّة بالإثم.